مدونة اليوم

سناء العاجي - "كوفيد 19: كفى من المزايدات! "

نشرت في:

شاهدت صدفة تسجيلا مصورا لسيدة فرنسية تشتكي من كون المركز الذي يأوي والدتها المسنة، رفض دخولها لزيارة والدتها مادامت لا تتوفر على جواز التلقيح... هذه السيدة كانت تتهم الرئيس ماكرون بأنه يحرمها من زيارة والدتها. 

مونت كارلو الدولية
إعلان

لكن، ماذا عن أرقام الإصابات التي ترتفع بشكل مهول في فرنسا والمغرب وتونس وإيطاليا ودول أخرى كثيرة؟

ماذا عن المتحور دلتا ودلتا الثاني وماقد يليه؟

ماذا لو تذكرنا أن المراكز المخصصة لإيواء والاهتمام بالأشخاص المسنين يفترض أن تكون ضمن المراكز التي تفرض حراسة شديدة وشروط وقاية عالية لأن المقيمين بها، بفعل سنهم المتقدم، معرضون للخطر الشديد؟

كما أن هذه السيدة كانت تستطيع ببساطة أن تجري اختبار كوفيد 19؛ وإن كان سلبيا، فيمكنها زيارة والدتها بكل سهولة.

ماذا مثلا لو سمح المركز لشخص مصاب بكورونا بزيارة والده أو والدته ونقل لهما العدوى أو نقلها لمسنين آخرين؟ أما كانت هذه السيدة وغيرها سيشتكون من إهمال المركز لشروط الوقاية؟

لنتحل ببعض المسؤولية رجاء، فنحن أمام وباء عالمي لا نعرف بعد متى قد نهزمه... أي إهمال بسيط قد يشكل خطرا على حياتنا وعلى حياة الغير.

التاريخ أثبت أن التلقيح ساهم في التخفيف من آثار عشرات الأمراض على صحة وحياة البشرية. قد تكون له أضرار جانبية لدى البعض. لكن، هل هذه الأضرار تعادل أضرار الفايروس نفسه والخطر الذي يشكله على حياتنا وحياة الغير؟ 

كما أن الأمر هنا لا يتعلق باختيار ذاتي... هي مسؤولية جماعية اتجاه أنفسنا أولا واتجاه الآخرين، لأن الفايروس معدي والمتحور الجديد ينتقل بسرعة أكبر ويفتك بشكل أخطر. 

رجاء، لنؤجل خلافاتنا لأوقات لاحقة.... لنتذكر فقط بأن الحياة، حياتنا وحياة من يحيطون بنا، تستحق منا أن نستمر في احترام تعليمات الوقاية، وتفادي التجمعات غير الضرورية... إضافة إلى التلقيح بسرعة بالنسبة للأشخاص الذين لم يفعلوا بعد، والذين تتوفر لديهم الإمكانيات الطبية واللوجيستكية في بلدانهم لكي يتلقوا التلقيح. 

حياتنا وحياة الآخرين أسمى من المزايدات.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية