زوجي السابق شخص مغرور. حقير. تافه. بخيل. غير واثق من نفسه، رغم ما يحاول إظهاه للآخرين. زوجتي السابقة غبية. لا تهتم بنظافتها الشخصية. لا تطبخ جيدا. تكذب كثيرا. زوجي السابق أناني وكان يغار من أخيه الأكبر لأنه نجح في دراسته وحياته المهنية. زوجتي السابقة كانت تأكل بشراهة ولا تهتم بصحتها ورشاقتها؛ وفي نفس الوقت، كانت تغار من صديقتها لأنها كنت رياضية ورشيقة.
كم مرة سمعنا مثل هذا الكلام من أصدقائنا، وأحيانا حتى من أشخاص نتعرف عليهم لأول مرة؟
رجل يحاول أن يغري شابة تعرف عليها... ولكي يثبت لها كم هو شخص جميل وضحية لزوجته السابقة، لن يذكر عنها إلا كل ما ساء، بما فيها عدد من التفاصيل الحميمية التي يفترض أن تظل في إطارها الخاص الحميمي وألا نخرجها للعلن.
سيدة مع صديقتها أو مع مشروع عريس. تحتاج لأن تثبت روعتها وكم كانت ضحية لزوج سيء. لن تتذكر أي تفصيلة جميلة عاشاها. أي ميزة...
لن ننكر أن الطلاق لا يتم دائما بشكل ودي، وأن عددا من الزيجات تنتهي بشكل مأساوي حزين لا يترك مكانا للود.
لكن، يفترض أننا، مع مرور الوقت، نحتاج لأن نتحكم في أعصابنا وفي علاقتنا بالآخر الذي اقتسم يوما حياتنا ويومياتنا وحميميتنا ولحظات ضعفنا وفرحنا.
لا يمكنني أن أحترم شخصا، رجلا كان أو امرأة، يتحدث عن شريكه السابق بكثير من السوء أو يفصح عن تفاصيل حميمية لا يفترض أن نعرفها.
الحبيب السابق والحبيبة السابقة هم أشخاص اقتسمنا معهم أحلاما ومشاريع حياة مستقبلية ولحظات فرح وخصام وصلح. قد يكون جرح الانفصال أو الخيانة أو الكذب أو غيرها من التفاصيل مؤلما... لكن، احتراما لذواتنا ولجزء من ماضينا ومن حميميتنا اقتسمناه معهم، لنتعفف عن ذكر مساوئهم في لقاءات قد تجمعنا أحيانا بأشخاص عابرين...
لسنا ملائكة ولدينا جميعا لحظات غضب وجراح وآلام قد لا نستطيع مداواتها بسهولة. لكن، أن نستغل مساوئ الآخر وذكرياتنا الحميمية لكي ننال إعجاب مشروع حبيب جديد أو خطيبة ممكنة، فهذه حقارة حقيقية...
سناء العاجي
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك