عروب صبح : "عمّان الصغيرة"

عمّان وحارتنا الحلوة على سفح جبل التاج مقابل قصر رغدان .. أقرب الى شارع المحطّة

كانت الطفلة التي كنت تعتقد أن اسم الشارع له علاقة بالحطّة والعقال ..

وكانت دون أن تقول لأحد تقف في الصباح على حافة سور البستان، لتؤشر بيديها الصغيرتين نحو القصر فقد كانت تعتقد أن الملك يقف على نافذته صباحا يتفقد الناس (بالناظور).

كان سكان الحارة الصغيرة الممتدة على حواف ممرات جبلية ضيقة تلم قلوبا وعائلات من اربد ونابلس ودمشق وغزة وديرعلّا والسلط والخليل ولا أعلم بالضبط أي مدينة في القوقاز..

سهى، حسّان، حسام، سمر وأمل ، أحمد وإيهاب وهيام ، سائد ورائد، لينا وهيثم ، باسل وجانسيت وتمارا ، موفق وبراق وهدير، هندي وهاني .. أولاد وبنات الجيران

الأيام العادية فيها مدارس ولعب في الحارة، وجبة غذاء حارة الساعة الثانية وخمس وأربعين دقيقة بعد عودة أبي من عمله الساعة الثانية والنصف بعد الظهر .. كل يوم بنفس الدقة ما عدا الجمعة طبعاً.. فيها سندويشة زبدة وسكر العصر ويمكن مشوار مشي على مخبز رغدان نجيب خبز وكعك .

عمّان الصغيرة فيها محل عطا علي وباعة الذرة والترمس والدحدح .. كانت الوالدة الحبيبة تمنعنا عنها (خوفا من الجراثيم ) ولكن الصغيرة التي كنت كانت تأخذ قضمة من صديقتها في طريق العودة من المدرسة ..

مشوار عمّان البلد مع أمي يعني أن أجلس عند جدو أبو حنا الدباس (رحمه الله) بينما تنهي والدتي التسوق .. ارتب معه الأزرار ويجعلني أنتقي ما يعجبني منها ليعلمني كيف أثبتها بالابرة والخيط على قطعة قماش صغيرة بعدها يأخذني مشوار قصير حتى نشتري أما الفستق السوداني من عند العم عمر في سوق الصاغة أو البسكوت والشوكولاتة من بائع ضرير كان يجلس على الدرج الذي يصل شارع الأمير محمد صعوداً نحوما كان مبنى لسينما فرساي ..

عمّان الصغيرة تذكرها الطفلة كانت تصل لدوار فراس ثم امتدت قليلاً بشارع واحد لعند بيت عمي أبو خالد مقابل المدينة الرياضية ..

عمّان الصغيرة  

"ذكرى تدق في قلبي كما الناقوس يدق في عالم النسيان"

عروب صبح