مدونة اليوم

هند الإرياني: "خزعبلات أصحاب نظرية المؤامرة"

نشرت في:

بالصدفة أكتشف أن هناك تطبيقاً يكتب فيه كل من لديه خزعبلات لا يستطيع نشرها في تويتر بسبب خاصية حظر الأخبار المضللة. أصحاب هذه الأخبار انطلقوا لتطبيق آخر وهو التلجرام حيث تجد هناك حديثاً عجيباً غريباً تعتقد أن لا أحد سيصدقه، ولكنك تتفاجأ عندما تجد الآلاف يضعون علامات الإعجاب على أخبار كهذه.

مونت كارلو الدولية
إعلان

وجدت حساباً لامرأة تدَّعي أن العالم تحكمه سحالٍ، وشياطين، وحكومات شيطانية. أتفق معها أن العالم تحكمه شياطين إن كان هذا يعني الشر الذي نراه في عالم غير عادل، ولكن بعد استطرادي في القراءة تبين لي أنها تقصد عالم الشياطين الذي نراه في أفلام الرعب وكتب الأساطير!

تضع هذه المرأة تسجيلات صوتية لها، وتتحدث بصوت مرتعش عن هذا العالم الذي يريد أن يحولنا لقرود وسحالٍ عن طريق أخذ لقاح الكورونا، ضحكت بصوت عالٍ، وانا اقرأ فسمعتني صديقتي التي قالت لي بأن أحد الاقرباء قال لأمه أن جسمها سينكمش، وستكون أقصر بسبب اللقاح، والمصيبة أنه شاب صغير ولكن يبدوا أنه صدق خزعبلات النظريات، ورفض أخذ اللقاح، وينتظر أن يرى أمه وهي تنكمش!

قلت ضاحكة لصديقتي أن الفكرة مخيفة بالنسبة لي أكثر من فكرة السحالي فأنا –يا دوب- 157 سنتميتراً، ولا أحتاج لأن أكون أكثر قصراً.

هذه المرأة التي تنشر التخاريف ويتابعها الآلاف قالت أن في تاريخ 21 ديسمبر هذا العام 2021 سيتم قتل كل شخص يحمل جهاز الهاتف، وعملية قتله ستتم عبر الهاتف، أو عبر اللقاح الذي أخذه، وحذرت من استخدام الإنترنت في هذا اليوم.

استغربت جرأتها أنها اختارت يوماً قريباً، وليس بعد سنوات لأننا سنستطيع أن نعرف سريعا إن كانت صادقة أم تردِّد تخاريف من خيالها، وسيؤثر هذا على مصداقيتها أمام الناس.

وصادف هذا اليوم وأنا في طريق سفري للاحتفال بالكريسمس، واضطررت أن أستخدم الإنستغرام بإفراط في القطار، وانسجمت بالتصوير، ونسيت قصة استهداف الملقحين… ومر اليوم بسلام ولم يتم استهداف أحد!

قلت لنفسي: "ممتاز الآن سيتوقف هؤلاء الشباب عن تصديقها خاصة الفتيات المهووسات بهذه المرأة، ونظرياتها، ولكنني وجدتهم –ويا للأسف- لازالوا مؤمنين بها رغم عدم حدوث أي شيء، ويشترون منتجاتها التي ليس من المستغرب أنها منتجات تجميل، فأغلب من يتابعها فتيات من دول ثرية.

هذا الموقف جعلني أفكر أن هؤلاء الفتيات ربما يعشن حياة فيها ضغوطات نفسية جعلتهن يتمسكن بأي موضوع ينسيهن الحياة التي يعشنها، ويركزن في عالم آخر مليء بالخزعبلات، والسحالي. تقول لهن هذه المرأة أنها المنقذ، وأن مثلها الأعلى النبي نوح الذي أنقذ البشرية ولم يكن يصدقه أحد.

أسلوب ذكي يستخدمه القادة، والديكتاتوريات عن طريق زرع الخوف في قلوب الناس، وإقناعهم أنها المخلص، أو المنقذ، ولكنه في هذه الحالة أكثر تشويقا، فهو يثري الخيال بقصص رعب، وعالم ساحر لا مرئي، ولو فكرتم قليلا ستعرفون من يستخدم هذه الأساليب للتحكم بعقول الناس، وتحويلهم لمؤمنين به خاضعين لتعليماته.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

شاهد الحلقات الأخرى