"ارتفاع في عدد الأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية بسبب كورونا"، كان هذا عنوان مقال عن الصحة النفسية، وكيف أثر الوضع الحالي المليء بالمخاوف -خوف من المرض، خوف من خسارة العمل، خوف من نقص الأموال، وعدم الشعور بالأمان- لعامين متواصلين على الصحة النفسية.
وقعت عيناي على خبر آخر: "منجمة لبنانية تظهر مع نبي جديد" بحثت لأجد فيديوهات لمنجمة معروفة برزانة عقلها تظهر وبجانبها شخص يحمل ما يشبه رأس الأرجيلة، ويقول بأنه ليس نبيا، وإنما رسول يحمل رسالة إلهية، ثم فجأة تفلت اعصابه، ويبدأ بالصراخ ضد الناس المختلف معهم ليس فقط روحانيا، وإنما من يختلف معهم سياسياً.
لم أجد فيه لا حكمة الأنبياء، ولا صبر المرسلين.
في الفيديو يهدد أن كل من سيستهزئ به ستصيبه لعنة الكارما، في الحقيقة خفت قليلاً، وترددت في أن أكتب هذا المقال، ولكنه تابع قائلا أنا أسامح كل من يستهزئ بي، فاطمأن قلبي.
ثم تابع "ولكن الكارما لا تسامح"، فقررت أن أتفاهم مع الكارما، وأتحدث عن هذا الموضوع المهم.
لا يهم إن كان هذا الرجل صادقا، أم كاذبا، وكما قالت المنجّمة "كل واحد حر"، نعم هم أحرار، ولكن علينا ان نسأل عن سبب تزايد من يدعون النبوة، أو حمل رسالة في المناطق الأكثر معاناة، وفي الأوقات الأكثر شدة بين الشعوب التي يسهل تحريكها باسم الدين.
فمثلا في اليمن، والتي تتشابه مع لبنان في بعض الأمور السياسية، ظهر من يدعي أنه المهدي المنتظر، ولديه الآلاف من التابعين، ولن استغرب لو أصبح المرسل اللبناني لديه الكثير من التابعين طالما استمرت المشاكل في لبنان، وازداد الوضع سوءاً.
عند المصائب، والشعور بالخوف، وعدم الأمان، وانعدام الثقة بالحكومات، أو بالعلوم يبحث الانسان عن ملجأ، عمّن يقول له بأنه سيحميه، وأنه سيحل المشكلة، ويعطيه هذا الشعور بالأمان الذي يحتاجه في هذا الوقت بالذات، لذلك لا نجد من يقول أنه نبي، أو رسول، أو مهدي منتظر في سويسرا، ولكننا نجده في اليمن، ولبنان، والدول الأشد فقراً.
إن استمر الوضع الحالي السيء في العالم، فسنسمع عن المزيد من الأشخاص الذين يدعون النبوة، وسنسمع عن أديان جديدة لمن لم يعد يثق بالأديان السابقة، سيتوجه الناس لأفكار منها ربما روحانية تساعده على تحمل الصعاب، ولكن منها أيضا ما ستكون مليئة بالخرافات، والهدف منها التحكم بعقول الناس، واستغلال شعورهم بالضعف في هذه الفترة العصيبة.
سأكرر مرة ثانية أن كل شخص حر في اختياراته، ولكن عليه أن يكون حذرا في ألا يتم استغلاله لأغراض أخرى بعيدة عن جمال الروحانيات، والشعور بالأمان الداخلي.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك