الدرس الأول: المنصات الدولية التي تعرض الأفلام ليست إجبارية ولا هي من أركان العيش الكريم. لذلك، فإن كنت ترفض محتوياتها أو تراها غير مناسبة لك، يمكنك أن لا تنخرط فيها وأن توفر مبلغ الاشتراك الشهري.
الدرس الثاني: إن كنت تخاف على أبنائك من مشاهدة محتويات لا تناسب القيم التي تؤمن بها، فاعلم أن جيلهم مختلف. اليوم، الأنترنيت عالم مفتوح. قد ترفض وجود مثلي لطيف في فيلم "أصحاب ولا أعز" لأنك تتصور المثلي شخصا مريضا يفترض أن ينبذه أصدقاؤه والمجتمع، وتتوقع أن المرأة الخائنة يفترض أن تسقط من الطابق العاشر في نهاية الفيلم حتى ترتاح ضمائرنا... لكن الحقيقة أن الأنترنيت تعرض بشاعات حقيقية لا مجال بتاتا لمقارنتها بفيلم "أصحاب ولا أعز".
هناك أفلام البورنو التي تشوه علاقة المراهقين والمراهقات، وحتى الراشدين والراشدات، بالجنس وبالجسد... خصوصا في ظل غياب تربية جنسية!
هناك مواقع المتطرفين التي تستقطب الشباب.
هناك بعض الألعاب الإلكترونية التي تخلق الإدمان وبعض أنواع المرض النفسي أو التشجيع على الانتحار...
وأنت، باسم القيم والأخلاق، تترك كل هذا وتركز على فيلم، أغلب الظن أنك لم تشاهده أساسا، بل اعتمدت على تعليقات وتغريدات الرفاق.
لذلك، فالأصح أن تتواصل مع أبنائك وبناتك لترسيخ القيم التي تبدو لك إيجابية، لا أن تحاول منع نتفليكس من عرض فيلم. لأنك ببساطة لن تنجح!
الدرس الثالث: أفلام "الريمايك" هي ممارسة سينمائية شائعة، و"أصحاب لا أعز" ليس أول فيلم يدخل في إطارها. هذه الأفلام تتطرق عادة لقضايا كونية موجودة في كل المجتمعات، فيتم إنتاج أفلام مستلهمة منها في ثقافات أخرى. وقد حدث هذا مئات المرات في مصر وإيطاليا وفرنسا وأمريكا: "ريمايك" لأفلام قديمة بنظرة معاصرة، أو "ريمايك" لأفلام بلغة وأداء وتفاصيل محلية، فيما النسخة الأصلية أجنبية.
الدرس الرابع: تماما كما أنه، حين يقتل ممثل زوجته في فيلم، فإن ذلك ليس حقيقة، فلا هي زوجته ولا هو قتلها؛ وتماما كما حين يدخل ممثل السجن أو تقع سيدة ضحية لعصابة... فنفس الشيء يحدث في مشهد القبلة أو الحضن في فيلم سينمائي: هناك عدد كبير من التقنيين والفنانين يحيطون بالممثلين ويختارون زوايا التصوير، ولا حميمية حقيقية في الواقع. فلماذا لا نخاف على أخلاقنا حين نتابع مشاهد العنف والسرقة والغش والاحتيال وضرب النساء... وتخيفنا القبلة والحضن؟
سناء العاجي
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك