مسلسل مصري على إحدى منصات الأفلام والمسلسلات، وهو من تأليف زميلتي على إذاعة مونتي كارلو الدولية، المدونة والكاتبة غادة عبد العال. لماذا أحببت هذا المسلسل: لأنه خرج بنا من نموذج المرأة المطلقة التي تتدمر حياتها والتي لا تتمنى شيئا أكثر من عودة زوجها إليها وأن يحس بخطئه ويندم ويعود لها متوسلا راجيا.
لأنه خرج بنا من نموذج الطلاق الذي يدمر الأسرة والأطفال؛ بما أن الطليقين حافظا على علاقة طيبة بينهما ومع أطفالهما.
لأنه خرج بنا من نموذج الزوج الشرير الذي يتخلى عن أسرته بسبب عشيقة شريرة تأخذ كل أمواله واهتمامه، فتضيع الأسرة ويتشرد الأطفال وتشتغل الأم عاملة نظافة لتنقذ أبناءها. لا، الزوج في "البحث عن علا" شخص رصين مسؤول ناضج، قرر في لحظة من حياته أن ينفصل عن زوجته. نحن بشر ومشاعرنا قد تتغير وقد تمر علينا جميعا لحظات نسائل فيها اختياراتنا الحياتية.. وهذا ما حصل له، ليس لأنه شرير ولا لأنه كره زوجته ولا لأنه إنسان عديم المسؤولية والأخلاق. كما أن ارتباطه الجديد لم يجعله يتخلَّ عن أسرته وأطفاله.
أحببت المسلسل لأنه قدم نموذجا إيجابيا وجميلا للمراهقين واليافعين. شخصيات حقيقية تتفاعل مع الأحداث بأسلوب زمنها وبإحساسها الخاص ومواقفها الخاصة وبنضج وإيجابية. شخصيات ذات حضور حقيقي وليس مجرد أكسسوار لكي نتابع حياة الوالدين.
أحببت المسلسل لأنه لم يجعل علا تسير في خط مستقيم وواضح بعد الطلاق، وتحب شخصا آخر وترتبط به. شخص يعوض زوجها السابق ويكون أفضل أو أسوأ منه. لا، فقد مرت الشخصية بكل العثرات النفسية والعلاقاتية التي قد نمرّ بها.
أحببت المسلسل لأن علا لم تسرع لأحضان زوجها حين قرر الرجوع... ترددت كثيرا وفكرت ثم قررت أنها ستتفاعل مع قراره بشكل يحترمها. لَكَم أحببت جملتها التالية: "هذا البيت وهذه العلاقة ليست فندقا تقوم فيه بـ Check in و check out متى شئت. يجب أن تحترمني أكثر"؛ فقد تعودنا أن المطلقة يجب أن تطير من الفرح حين يقرر زوجها العودة.
أحببت المسلسل لأنه لم يغرق في الخطاب الميلودرامي عن الطلاق والمأساة... ولا في الخطاب التنظيري النسوي. قدم شخصيات متوازنة عصرية مستقلة جميلة. لا الزوج فيها سيء في المطلق ولا الزوجة سيئة ولا هي ضحية.
لكل هذا، شكرا لفريق البحث عن علا!
سناء العاجي
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك