قابلت الكثير من العرب من اللاجئين مؤخرا للسويد، وفي كل مرة أتفاجأ بمستوى الذكاء العالي في سرعة تعلم اللغة، وفهم البلد، وكيفية مواجهة الحياة. بالطبع هناك منهم الجيد والسيء، ولكن بشكل عام مَن قابلتهم سواء في مدرسة تعليم اللغة أو في الدروس الخاصة بتعلم المجتمع السويدي لديهم ذكاء أدهشني سواء كبارهم، أو صغارهم، وآخرهم كان "تيم".
دخلت المحل أو البقالة التي تقدم أيضا خدمات بريدية، الكثير من البقالات يعمل فيها عرب، هذه المرة وجدت مراهقاً ربما في الثالثة عشر من عمره يقف خلف الشباك (الحاجز).
أعطيته الطرد الذي أريد إرساله، وهو عبارة عن قطعة إلكترونية أردت أن أعيدها للمحل الذي اشتريتها منه، واعتقدت أن هذا الشاب الصغير ربما سيحتاج لبعض الوقت لأشرح له أنني لا أحتاج لأن ادفع مبلغا ثمن إرسال القطعة، ولكنه وهو مشغول يتحدث في الهاتف قام بمسح ضوئي فوق الورقة، وأعطاني وصل الاستلام.
كنت أعتقد أنه ربما أخطأ في شيء لأنه كان سريعا في عمله لكن تبين أنه يفهم جيدا ما يفعله، سألته ألا توجد مدرسة اليوم، فقال إن مدرسته بدأت عطلة الشتاء. ففي السويد المدارس لا تأخذ جميعها إجازة في نفس الوقت، وذلك لتفادي الازدحام في أماكن الإجازات، وأيضا لكي لا يتغيب الأهالي جميعهم في نفس الوقت عن عملهم.
نعود لتيم النبيه، عندما عدت في اليوم التالي وجدته لا يزال يعمل بسرعة وإتقان، ولكن هذه المرة كان هناك رجل آخر بجانبه، فقلت له "كم هو نبيه تيّم ربما يصبح رئيسا مستقبلا". ثم تذكرت أن الرؤساء العرب ليسوا نبهاء، أو ربما يستخدمون ذكاءهم في الفساد بدلا عن الإصلاح؟ ربما.. فعلا من المستغرب كيف أن هذه الشعوب الذكية تحكمها مجموعة لصوص أغبياء، أو لصوص أذكياء… لا أعلم، ولكنني أتمنى أن يكون تيّم مختلفاً، ويستغل ذكاءه في ما يفيده، ويفيد غيره.
هند الإرياني
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك