ها نحن وبعد ملايين الأعوام من عمر الأرض وآلاف السنين من التقويم الذي يعد أيام وسنوات بعض سلالات البشر على سطح هذا الكوكب ما زلنا نختلف على ما يدعى (أخلاق) وهي كلمة (أزعم أنا ) أن الناس اخترعوها من ضمن ما اخترعوا من مفاهيم ليقنعوا أنفسهم وبعضهم باختلافهم وتفوقهم على المخلوقات الأخرى من نبات وحيوانات ! وذلك إما لسعي بعضهم الحقيقي والأصيل للتطور والتحسن لتجسيد قيم الفضيلة في الحق والخير والجمال والشرف والتسامح...
وإما ببساطة شديدة لتغطية قبحهم ووحشيتهم التي يدركونها تماما فينسجون ويحيكون ما يدعونه ب (الغطاء الأخلاقي ) لممارستها عبر احتلال باسم الدين والحق المرتبط به، أو تطهير عرقي باسم محاربة الإرهاب، أو استنزاف للموارد والشعوب بحجة نشر الديموقراطية والتمدن والتطور المدني والاقتصادي ..!
وبطبيعة الحال فإن معايير الأخلاق تكبر وتصغر وتتمدد وتتقلص بما يتيح للسلطة العليا في أي مكان وزمان أن تستعملها بشكل يضمن لها مصالحها وصورتها اللامعة !
فتجد سلطة استعمارية بغيضة استولت على أراض الناس بالقوة وهجرتهم وقتلتهم في مذابح جماعية تنتفض غضباً ضد غزو دولة معينة لدولة أخرى !
وتجد حاكما في دولة ما يهنئ النساء بيوم المرأة العالمي وهو يعلم تمام العلم أن النساء في دولته مواطنات من الدرجة الثانية وأن المرأة تحت حكمه محرومة من حقوقها كمواطنة وقد تقتل باسم الشرف!
ثم إن هناك وسائل إعلامية تدعي التزامها بأخلاقيات المهنة تسمح لمراسليها ومذيعيها بممارسة العنصرية جهاراً نهاراً وقد تمنع رأياً لا يدعم الموقف السياسي (الأخلاقي طبعا) الذي يتبناه ممولها سواء كان (دولة أو شخوص أو أحزاب) !
الثابت أن الفلاسفة اختلفوا عبر الأزمنة في أصل الأخلاق وعلاقتها بالفرد والجماعة، فبعضهم توجه نحو عقل الفرد لتحديد وتمييز ما هو صائب وخير وما هو خاطئ وشر، وهناك من توجه نحو العادات والتقاليد والقوانين التي يضعها المجتمع ويعيش فيه الفرد، فيقوم بواجبه ويلتزم بما عليه القيام به داخل مجتمعه فيحكم على أخلاقه، وآخرون توجهوا نحو المعيار والأساس الديني والشرعي الذي يوجه الفرد نحو القيام بالخير أو الابتعاد عن الشر كقاعدة لما يمكن أن يدعى أخلاق..
أفلاطون قال إن الأخلاق تتطلب أن يتحلى الانسان بالحكمة والعفة والشجاعة..
انظروا لأنفسكم وحولكم
أين البشر من الأخلاق؟
عروب صبح
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك