مدونة اليوم

سناء العاجي: "8 مارس.. احتفال في غير محله! "

نشرت في:

مر الثامن من مارس.. وتم تنظيم الندوات واللقاءات والبرامج التلفزيونية.خصصت القنوات والإذاعات حصصا للنساء وحقوقهن... بحثت الصحافة عن وجوه نسائية متألقة.بعث لنا الأصدقاء رسائل التهنئة، وهم يخلطون بين اليوم الأممي العالمي وبين العيد. 

مونت كارلو الدولية
إعلان

تساءلت: هناك يوم عالمي للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. ويوم عالمي لمحاربة داء السرطان. ويوم عالمي لمحاربة التدخين... 

لماذا لا نهدي الورود حينها للمدخنين ومرضى السرطان وذوي الاحتياجات الخاصة؟ 

لماذا لا نفكر في تكريمهم والبحث عن نماذجهم الإيجابية؟

لماذا لا ترافق هذه الاحتفاليات، كل الأيام العالمية لكل المواضيع؟ 

النساء لسن فئة اجتماعية... هن نصف المجتمع. ولا يمكن أن نتصور تطور مجتمع معين ونصف أفراده يعانين من اللامساواة في الأجور ومن العنف الزوجي والأسري ومن الاغتصاب ومن التحرش من العنف اللفظي والرمزي في الفضاء العام ومن الإقصاء من عدد من المهن والتخصصات، ومن اللامساواة في تقسيم المسؤوليات الأسرية والمنزلية، وغير ذلك... 

هذا دون احتساب عدد من أشكال الحيف التي تخص مناطق في العالم دون غيرها: جرائم قتل النساء التي تسمى عن غير وجه حق جرائم شرف، وكأن القتل شرف؛ منع النساء من حرية التنقل والسفر، الحرمان من المسؤولية القانونية عن الأبناء، اللامساواة في تقسيم الإرث، منع التوقيف الإرادي للحمل وكأن الرجال يستطيعون أن يقرروا للنساء متى يصبحن أمهات أو لا، تزويج القاصرات، وغير ذلك. 

لذلك، ففي الثامن من مارس، رجاء، توقفوا عن إرسال الورود ورسائل التهنئة. الثامن من مارس ليس عيدا، هو مناسبة لكي نرى الطريق الطويل الذي قطعناه ولكي نواصل النضال بشكل يومي من أجل مزيد من الحقوق... لا نريد ورودا... نريد المساواة في الحقوق.  

أما الشركات التي نقدم هدايا للنساء يوم الثامن من مارس، تذكروا فقط أن المساواة في الأجور وفي الترقية هو الحق الذي يجب أن تضمنوه، وليس هدية مادية تغطي الحيف الاقتصادي. 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

شاهد الحلقات الأخرى