لماذا يعتبر بعض الناس مطالبة المرأة بحقوقها حرباً ضروسا ً ضدهم؟ولماذا يختار الكثير من الناس بما فيهم النساء رفع المتاريس وبناء الجدران العازلة في وجه النشاطات القانونية والاجتماعية التي تدعو لحقوق المرأة المدنية ومشاركتها السياسية والاقتصادية؟
إن استعمال مصطلح النسوية في جلسات النقاش أو على مواقع التواصل أصبح يذكرني بذلك السائل الذي تصبه ساحرات القصص الخيالية في قدرها فتثور القدور وتزبد... عندما يبدأ السجال تعتقد أن المتحدثين يتكلمون عن مفهوم شيطاني هو الأساس في مؤامرة ضد الانسانية!!!
أكاد أجزم أن ما من حديث قرأته على تويتر أو استمعت اليه عبر كلبهاوس الا وكان المتحدثون فيه يستعملون نفس الجمل ويسوقون نفس الأسباب التي تدفعهم لمهاجمة (النسويات ) اللواتي (بحسب معظم الآراء) يردن
- تبرج المرأة وعريها والدعوة للانحلال الاخلاقي
- القضاء على الأسرة
- مناهضة الدين
- معاداة الرجال وكرههم
إن أكثر الأسئلة المكررة عبر محرك البحث جوجل عن النسوية تتركز حول:
- هل النسوية كفر ؟
- هل تدعو النسوية للحرية الجنسية ؟
- ما هو موقف الدين من النسوية؟
إن تكرار هذه الأسئلة يوضح الصور النمطية التي يحملها الناس خلال مناقشات طويلة وعقيمة عبر الإعلام ومواقع التواصل في مقابل ضعف كبير للرواية والخطاب المعرفي العقلاني المتوازن.
النسوية كحركة فكرية اقتصادية تحررية بدأت في القرن التاسع عشر تتكون من موجات مختلفة ومثلها مثل أي فكر آخر لها مفكرين ومفكرات منظرين ومنظرات يختلفون باختلاف الأعراق والظروف والمآرب .. فيها شرق وغرب وفيها يمين ويسار ووسط ..وبطبيعة الحال أصبح لها في كل النظم ارتباط مع طبقة الحكم وعالم السياسة الذي يستفيد منها وتستفيد منه بشكل لا علاقة له بجوهرها كفكر بقدر علاقته بالأشخاص في النظام السياسي المعين والمصالح التي يحددها هؤلاء الأشخاص في الزمان والمكان.
الثابت أن النساء وجدوا كإنسان قبل النسوية.
والثابت أيضا أن الصراعات الفكرية الحقوقية بين البشر تاريخية ولن تنتهي بنقاش هنا أو مقال هناك.. فالصراعات العرقية والطبقية الحقوقية ما زالت حتى اليوم تظهر بفجاجة في عنصرية العالم إزاء ما نراه من احتلال وصراعات مسلحة ولاجئين.
حبذا أن نقرأ ونعلم أنفسنا قبل أن نهاجم أو نتهجم
حبذا أن نفهم أنفسنا ودوافعنا قبل أن ندخل المعارك
في كل مرة أستمع لطرح اتهامي تعميمي أو أقرأ مادة محرضة..
أفكر بكل هؤلاء المتلقين!!
مع مَن؟ ضد مَن؟
يا للهول كم زاد عدد المتطرفين!؟
عروب صبح
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك