مدونة اليوم

هند الإرياني: "تجميل معاناة المرأة في عيد المرأة والأم"

نشرت في:

في عيد المرأة والأم قرأنا، ورأينا صوراً لنساء تعاني حول العالم، من يحملن الحطب، ومن يحملن أسطوانة الغاز، ومن تتسلق الجبال لجلب الماء، ومن تتحمل زوجها الذي يرفض أن يقوم بواجبه في الأعمال المنزلية. ونقرأ كلمات تمدح الأم العظيمة التي تقف في المطبخ وحدها لساعات طويلة من أجل زوجها، وأطفالها، والغالبية ترى أن هذه هي المرأة الحقيقية التي تستحق التقدير، والمدح، وأن هذا هو النموذج الذي عليها أن تكونه لكي تستحق التقدير، والإجلال.

مونت كارلو الدولية
مونت كارلو الدولية مونت كارلو الدولية
إعلان

في عيد المرأة والأم قرأنا، ورأينا صوراً لنساء تعاني حول العالم، من يحملن الحطب، ومن يحملن أسطوانة الغاز، ومن تتسلق الجبال لجلب الماء، ومن تتحمل زوجها الذي يرفض أن يقوم بواجبه في الأعمال المنزلية. ونقرأ كلمات تمدح الأم العظيمة التي تقف في المطبخ وحدها لساعات طويلة من أجل زوجها، وأطفالها، والغالبية ترى أن هذه هي المرأة الحقيقية التي تستحق التقدير، والمدح، وأن هذا هو النموذج الذي عليها أن تكونه لكي تستحق التقدير، والإجلال.

ماذا عن الرجل؟ الرجل "يا حرام" يستحق طبعا التقدير لأنه يذهب للعمل ثم يعود، وهو يشعر بالإرهاق، والتعب، وعلينا أن نراعي مشاعره، وعليه أن يحصل على الطاعة، وأن يطلب، ويتمنى، وأن يأتيه الأكل "لحد عنده"، وهو جالس لا يفعل شيئاً، فهذه الأمور ليست من واجبه، ورغم أن المرأة تعمل أيضا خارج البيت إلا أن التعامل معها لم يتغير باعتبارها "سوبر وومن"، ولديها الوقت، والطاقة، وعليها أن تحمل كل شؤون البيت من طبخ، وتنظيف، وإن أرادت رضا المجتمع، وتقديره، فعليها أن تتحمل.

و"يا سلام" لو أصابتها أمراض مستعصية، وأوجاع مزمنة في الظهر، ودوالي، فهذا يدل أكثر على عظمتها، ثم يذهب زوجها، ويخونها مع امرأة لأنها أصبحت مريضة، وهنا يأتي دور الصبر، والتحمل، وإن عرضت أن يتزوج عليها، فهذا دليل أكبر على أنها تستحق التقدير.

 بينما لو كانت اختارت اختيارات أخرى، اختارت أن تكون مساوية للرجل، هي وهو يقفان في المطبخ سويا، هما الاثنان يعملان، ويتشاركان في البيت، وتربية الأطفال، وجميع المسؤوليات، هي تهتم بصحتها، ونفسها، وطموحاتها، وإن لم تجد ذلك ترحل، وتستقل بذاتها. هذا النموذج ليس محبوباً، ويعتبرونه نموذجاً شيطانياً، وتعتبر هذه المرأة مرفوضة مجتمعيا، وقد توصف بأنها "دلوعة"، كيف يحق لها أن تفكر بصحتها؟ كيف تتجرأ، وتريد زوجا تتساوى معه، وليست جارية عنده!

هذه المرأة لا نسمع من يتحدث عنها في عيد المرأة، عن شجاعتها في اختيار الحياة التي تريدها، عن فتحها الباب لأخريات ليخترن حياتهن، وشركاء حياتهن من الرجال الذين لا يرون المرأة على أنها درجة ثانية، عن قدرتها على تحمل النقد، ورفض المجتمع، لا نرى تقديراً لهذه المرأة التي ستساهم في مستقبل مختلف للنساء. مَن قال أن على المرأة أن تعاني، وتعامل كجارية لكي تستحق التقدير؟ 

هند الإرياني

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

شاهد الحلقات الأخرى