ربما تتذكرون أنني كنت في بروكسل أحضر منتدى الاتحاد الأوروبي، والمنظمات لحقوق الإنسان، وذكرت أنني طالبت بأن يضغط الاتحاد الأوروبي على جماعة الحوثي التي سحبت من النساء حقا أساسيا من حقوق الإنسان، وهو حق التنقل، وفرضت شرط موافقة ثلاث جهات، وهي: المحرم - والذي قد يكون طفلا في السابعة عشر من عمره-، والشرطة، وعاقل الحارة -أي من يدير المنطقة التي تعيش فيها هذه المرأة- كل هؤلاء يجب أن يوافقوا على أن تسافر امرأة عاقلة، وراشدة!
في البداية كان شرطهم أن يسافر المحرم مع المرأة، ولكن الشرط تغير، وأصبح أن يوافق كل هؤلاء، طبعا تخفيفهم بسبب الضغط، وجعل الموافقة بدل المرافقة يعني أن على المجتمع الدولي أن يضغط أكثر، وهو ما طلبته منهم في الاجتماع، وفي فيديو تم تصويره هناك، وكنت سعيدة أن هذه المناشدات لم تذهب هباء حيث نشر الاتحاد الأوروبي بيانا صحفيا ذكر فيه كل المآسي التي يمر بها اليمن، وبأن الاتحاد سيزيد تبرعاته لليمن رغم ظروف الحرب في أوكرانيا، وذكر أن فرض شرط المحرم يخالف حقوق الإنسان، ويصعّب حركة العاملات في المجال الإنساني، والأهم أنه ذكر بشكل صريح أن الحوثيين هم من يطبقون هذا القرار، وليس أي جهة أخرى.
مؤخرا نلاحظ أن هناك هجوما مستمرا على الاتحاد الأوروبي من قبل أطراف مختلفة، منها منظمات تأخذ منحاً مالية من دول ديكتاتورية، ومن مصلحة هذه الدول أن لا تكون هناك جهة تحاسب تورطهم في جرائم حقوق إنسان خاصة ضد المدافعين عن حقوق الإنسان، لذلك يجعلون هذه المنظمات تتحدث بما يريدونه.
والجهات الأخرى هي الأحزاب اليمينية الموجودة في أوروبا، والتي تريد أن تغير القوانين لتصبح ضد اللاجئين وضد المساواة.. إلخ، والاتحاد الأوروبي يمثل عقبة بالنسبة لهم.
لذلك قبل أن نهاجم المجتمع الدولي علينا أن نسأل أنفسنا من المستفيد من ذلك؟ ولماذا؟ لا أقول أن الاتحاد الأوروبي كامل الأوصاف فجميعنا يعلم ما حدث مؤخرا من اتهام لعدد من أعضاء البرلمان الأوروبي بتورطهم في الفساد مع حكومة قطر.
هذه أخطاء أفراد ولكن لو لم تكن هناك جهة تحاسب الدول مثل الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي صدقوني سيكون الوضع أسوأ من اليوم بمئات المرات.
لذلك فكروا قبل أن تهاجموا أي جهة واسألوا أنفسكم، من المتضرر؟ ومن المستفيد؟
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك