مدونة اليوم

غادة عبد العال: "ابن قلبي"

نشرت في:

 بما إني أم كافلة لطفل جميل بقالنا مع بعض ما يقرب من السنتين، وبما إني أقع في نطاق عالم وسائل التواصل الاجتماعي تحت تصنيف "شخصية عامة" فأنا باتلقى أسبوعيا رسائل تخاطبني كأم كافلة، معظم الرسائل بصراحة بتكون رسائل داعمة، مستحسنة للتجربة ومتابعة بشغف سعيد لمراحلها. لكن كعادة وسائل التواصل الاجتماعي اللي بيمنح بعضها غطاء يختفي خلفه مرضى النفوس والقلوب فبينولنا بين الحين والآخر رسائل  مليئة بالكراهية سواء لي أو لطفلي الحبيب.

مونت كارلو الدولية
إعلان

آخر رسالة وصلتني من أكاونت مجهول لسيدة وضيعة كانت بتستنكر اهتمامي بنشر صوري مع إبني لأنها بتسببلها إزعاج،  وبتفكرني وبتتهمه بإنه بشكل ما مسؤول عن طريقة مجيئه للدنيا. 

حيث إنه في المجتمعات العربية اللي نسبة كبيرة من شعوبها لا تناقش أي موضوع إلا في إطار جنسي، اللهم إلا استثناءات قليلة، بيتم التفكير في كل من يعيش بين جدران ملاجئ ومؤسسات الأطفال على أنهم أطفال جاءوا للعالم حصريا عن طريق علاقة خارج إطار الزواج. 

ومع تأكيدي الشديد جدا جدا.. إنه حتى لو كانت دي الطريقة اللي جاء بها الطفل للحياة، فهي لا مسئوليته ولا  جريمته ولا حتى احنا عندنا معلومات كافية عن قصة والديه عشان نحاكمهم هم شخصيا على أي شيء.

فالحقيقة إن أسباب التخلي عن الأطفال في بلادنا أو سبب التحاقهم للعيش داخل المؤسسات الحكومية لا يمكن حصره في سبب واحد وبس.

فيه ناس بتتخلى عن أولادها بدافع الفقر. عندهم ولاد كتير واللي جه جديد ده بالنسبة لهم ماجاش في وقته ومش هيقدروا يأكلوه!

فيه الست اللي بتتخلى عن طفلها لأن أبوه ببساطة اختفى. سابها وراح يدور على أكل عيشه في ليبيا والا حاول يروح إيطاليا في مركب ورجعلها جثة أو مارجعش خالص. ووقتها الطفل ده بيكون عقبة في طريق جوازة جديدة.

طفلة من اللي بيجوزوها في الأرياف بعقد عرفي عشان ما كملتش السن وبعدين الجوازة بتقلب بغم وبتتطلق قبل حتى ما تكتب رسمي وبتحمل في طفل مش هتعرف تسجله رسمي زي بقية الناس. 

فيه أطفال بتتخطف وتترمي مكايدة في أهاليهم، أخ خلفته بنات يغل من اخوه اللي جاب ولد، أو زوج على خلاف مع مراته فبيقرر هو أو حد من عيلته يقهر قلبها على ابنها أو بنتها.

ست بتموت وهي بتولد والأب هيحتاس بالعيل وماعندوش حد يشيله وعايز يقفل الصفحة دي ويدور على ست تانية يبدأ معاها من جديد. 

المهم يعني المواقف والاحتمالات كتير وفي النهاية الطفل أو الطفلة (رغم بديهية الكلام المفترضة يعني) مالهومش علاقة بالتاريخ ده! 

بيتولدوا صفحة بيضا والعالم هو اللي بيملاها. وطريقة تعامل الناس مع الأطفال دي: بحب بأه، بغباوة، بحقارة، بقلة أدب ودين. هي مسئولية اللي بيتصرف. مش مسئوليتهم هم بأي حال من الأحوال.

الكلام ده مجرد تقرير لواقع مش تبرير ولا دفاع، لأن  إبني مش محتاج دفاع ضد نفوس سودة وعقول ضلمة. إبني هو ابن قلبي. هو أحسن وأجمل وأحن هدية ربنا هاداني بيها. ما يهمنيش نهائيا جه منين، كل اللي أنا مهتمة بيه إنه يفضل في حضني وأفضل في ضهره، لحد ما يبقى أسعد وأنجح شخص هو يحب إنه يكونه. 

 

 

 

 

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية