يعد معرض القاهرة الدولي للكتاب بمثابة عيد ينتظره المحتفلون به كل عام. وكأم جديدة اهتمامي انصب المرة دي على كتب الأطفال. والصراحة وجدت مجموعة متنوعة من الكتب وبأسعار متفاوتة، لكن مش بس الأسعار هي اللي كانت متفاوتة لكن كمان الأفكار. خاصة لما بنقارن بين أفكار الكتب المكتوبة بأقلام عربية، وأفكار الكتب الأجنبية أو المترجمة عن أصل أجنبي.
فبينما كانت الكتب العربية بتدور في نفس الفلك المعتاد لكتابات الأطفال منذ قديم الأزل. كلام عن أساسيات الحياة مقدمة بشكل يتوقع إن الطفل منفصل عن عالمه وواقعه وعن حياة الكبار. وهو اللي ممكن يكون كان صحيح من ٢٠ سنة مثلا. لكن أي شخص فيه في محيطه طفل حاليا عارف إن أسئلتهم وفضولهم وملاحظاتهم بدأت تتجاوز مرحلة: أ أرنب، ب بطة. وبفضل الإنترنت والشاشات وأجهزة الكمبيوتر والتليفون، أصبح أطفالنا بيتعرضوا لمواضيع يمكن ما تعرضنالهاش إحنا إلا في سن المراهقة.
نظرة على مواضيع كتب الأطفال المكتوبة بلغات أخرى، أو المترجمة من تلك اللغات إلى العربية بتورينا أد إيه الناس في مجتمعات تانية بيستعدوا لمواجهة أسئلة واستفسارات ومشاعر وأفكار طفل هذا العصر.
وبينتبهوا لتقديمه لعالم بيستوعب الآخر ومتفهم إن حياة البشر مختلفة ومش بالضرورة يستوعبها إطار واحد.
شوفت عناوين مثلا بتشرح للأطفال أشكال العائلات المختلفة، عشان يتفهموا إن فيه عائلات فيها أب وأم، وعائلات فيها أب بس أو أم بس بسبب انفصال أو وفاة أو حتى سفر أحد الأطراف. شوفت كتاب بيتكلم عن مشاعر طفلة والدها فقد عمله. كتاب تاني على لسان طفل من أطفال متلازمة داون. كتاب بيتكلم عن تحديات طفل يرتدي نظارة. كتاب عن جدو اللي راح السما! . كتاب عن عيلة جديدة بتتكون بعد ما أبو الطفلة تزوج بعد الطلاق وأنجب لها أخت جديدة.
ده غير الكتب اللي بتشرح بشكل مبسط حاجات عن التغيرات البيئية، وكيفية الحفاظ على الكوكب، وكيفية التعامل مع الحيوانات والنباتات، والكتب اللي بتقدم تجارب علمية مبسطة، أو حقائق علمية مصاغة بشكل يناسب عمر الطفل.
مافيش شك إن الكتب العربية اللي بتدور في فلك الحديث عن الطاعة والصدق والنظام والنظافة مهمة في أولى مراحل حياة الطفل، لكن بعد مرور المراحل دي بتترك الكتب العربية فراغ كبير في حياة الطفل وكأنها بتمسك بإيده عشان يقف على الرصيف وبعدها بتسيبه يكمل طريقه لوحده بطريقة عشوائية ودون إشارات توجيه .
طبعا لما بنمد الخط على استقامته بنلاقي إجابات كتير عن أسئلة بتقول ليه الأطفال لما بينتقلوا لمرحلة اليافعين بيمروا بمرحلة شديدة التخبط فكريا واجتماعيا، وليه بيكون سهل التأثير عليهم في المرحلة دي بأي فكرة، وده لأننا بنكون تقاعسنا عن دورنا في دفعهم للتفكير والتعرف على كتير من القضايا والظروف اللي بنتخيل إنهم مش فاهمينها ومش واعيين ليها رغم إنهم في أغلب الأحيان بيكونوا موجودين في بؤرتها.
نزيدنا من الشعر بيت، إن حتى البالغين الكبار اللي بيواجهوا صعوبة وبيضربوا أخماس في أسداس لما بيتم مواجهتهم بظرف أو قضية خارج المعتاد والمكرر واللي متعودين عليه، قد تكون نقطة بداية كل تلك اللخبطة إنهم ما اتربوش منذ نعومة أظافرهم على التفكير والإحساس اللهم إلا في إطار منهج: أ أرنب .. ب بطة
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك