مدونة اليوم

سناء العاجي الحنفي: "إلى متى سنخجل من المرض النفسي؟"

نشرت في:

121 طبيبا نفسيا فقط، لحوالي 34 مليون مغربي. هذا واحد من الأرقام المفجعة التي قدّمها وزير الصحة المغربي مع مطلع السنة، أمام البرلمان. رقم صادم يترجم استسهالنا، أفرادا وحكومات، للمرض النفسي. فهل البديل أمام المواطنين هو الشعوذة والرقاة الذين يستغلون الحاجة والجهل للنصب، وأحيانا للاستغلال الجنسي للضحايا؟للأسف، مازال الكثيرون يعتبرون العلاج النفسي ترفا أو عارا يخجلون من الإفصاح عنه إن كان في محيطهم القريب أو إن مسهم شخصيا.  

سناء العاجي الحنفي
سناء العاجي الحنفي مونت كارلو الدولية
إعلان

البعض قادر على التنظير لأهمية العلاج النفسي. لكن، حين يصاب باكتئاب مثلا، أو بالوسواس القهري، لا يجرأ على الاعتراف بهذا الاضطراب ولا يذهب للطبيب المتخصص. 

ونحن كذلك، حين يحاول شخص قريب منا الانتحار، هل نحاول أن نفهم ونساعد على العلاج حتى لا تتكرر المحاولة؟ أم أننا نكتفي باعتبار محاولة الانتحار "دلال مترفين" أو "مجرد رغبة في إثارة الانتباه" أو "ضعف شخصية"، بما أن هذا الشخص يبدو لنا بخير أو أنه ينتمي لأسرة تملك الإمكانيات... وكأن لمحاولات الانتحار أسبابا واضحة مرتبطة بوسط معين أو بيئة معينة. 

حين يكون في محيطنا طفل يعاني من عسر في الفهم أو من فرط الحركة والنشاط، هل نكتفي باعتباره طفلا انطوائيا أو طفلا مشاغبا، أم أننا نعي أنه يعاني من اضطراب في السلوك يمكن علاجه، فنتوجهُ للعلاج النفسي أو ننصحُ به الوالدين؟

المرض النفسي ليس جنونا... كما أنه لا يصيب أصحاب الشخصيات الضعيفة فقط، أو أصحاب الإيمان الضعيف. 

لا يكفي أن نقرأ آيات من القرآن لكي يتعالج المريض النفسي. لا يكفي أن يشرب من ماء قُرِأت عليه آيات من القرآن! 

المرض النفسي، كالمرض العضوي، يعالَج بالعلم وبالمعرفة! هذا طبعا حين تتوفر في البلد البنيات التحتية الكفيلة بعلاج الأمراض النفسية بشكل يحمي كرامة المواطنين وإنسانيتهم، وليس في مستشفيات قد تعالجهم بأساليب لا تحترم إنسانيتهم.  

باختصار، نحتاج لمواجهة الكثير من أفكارنا المغلوطة حول المرض النفسي... ونحتاج لبنيات وكفاءات تعالجه بفعالية وإنسانية. 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

شاهد الحلقات الأخرى