مدونة اليوم

سناء العاجي الحنفي: "شنودة: الإنسانية قبل الدين!"

نشرت في:

هل الأساسي بالنسبة لطفل أن يعيش حياة كريمة مستقرة، أم أن نُصِر على تدينه المفترض، حتى لو كان مشردا في ظروف لا إنسانية؟ هذا هو السؤال الذي تطرحه قضية الطفل المصري شنودة، والذي قررت المحكمة أن يبقى في الملجأ بعد أن عاش أزيد من أربع سنوات في حضن أسرته الحاضنة. حكاية شنودة هي حكاية سؤال الدين والإنسانية.   

سناء العاجي الحنفي
سناء العاجي الحنفي مونت كارلو الدولية
إعلان

وُجد، وهو بعمر أيام قليلة، مهملا أمام باب كنيسة، مما يفترض بشكل كبير جدا أن الأم التي تخلت عنه مسيحية... إذ كيف نتصور أن امرأة مسلمة ستتخلى عن ابنها في كنيسة؟ تبنته أسرة مصرية مسيحية وربّته، ربما بطريقة ملتوية على القانون بالفعل، لكنها منحته دفء الأسرة... قبل أن يخذلها أحد أفراد العائلة ويبلغ الشرطة، على الأرجح بسبب الإرث... 

تم سحب الطفل ووضعه في ملجأ على اعتبار أنه، مادام طفلا مهملا، فهو بالضرورة مسلم. وهذا ما أكده حكم المحكمة منذ أيام قليلة؛ لكي نتابع مشاهد انهيار الأم، ويمكننا طبعا أن نتصور الحالة النفسية للطفل!  

ما يقوله لنا قرار المحكمة في النهاية هو التالي: من الأفضل للطفل أن ينشأ مسلما ولقيطا في ملجأ؛ على أن ينشأ غير مسلم، لكن في أسرة تحتضنه وتحبه وتمنحه الدفء والاستقرار. 

أليست مصلحة الطفل في أن ينشأ في أسرة تضمن له العيش الكريم والاستقرار والحب والأمان؟ هل وضعه في ملجأ، بواقع الملاجئ الذي نعرفه في بلداننا، سيكون أفضل من العيش مع أسرة حقيقية، حتى لو كان فرضا، قد ولد لأبوين مسلمين؟ ثم، حين تقرر الدولة ويقرر القضاء أنه مسلم بالضرورة مادام متخلى عنه، فهل سيكون مسلما سنيا أم شيعيا؟ 

هذا الطفل نفسه حين سيكبر، هل سيكون معتزا ببلده ووطنه ودينه حين يعرف أنه، باسم كل هذا، حرم من حياة كانت بالتأكيد ستكون أفضل؟ 

الإنسانية تقتضي منا أن نفكر جديا في إعادة النظر في قضايا التبني بشكل عام، حسب منظومة إنسانية تعطي الأولوية لحق هؤلاء الأطفال في العيش الكريم، مع ضمان مراقبة مستمرة للأسر الحاضنة بهدف ضمان الأفضل للأطفال. وبانتظار مراجعة هذه المنظومة الشاملة، فالطفل شنودة وأسرته يستحقان النظر لقضيتهما، من باب الإنسانية وحق الطفل في حياة كريمة.  

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

شاهد الحلقات الأخرى