تتحدّث ميشا خليل اليوم في برنامج مراسي عن فيلم "أطلال" الوثائقي القصير الذي شارك مؤخّراً في مهرجان أجيال السينمائي الدولي في الدوحة، وكان من بين الأفلام المشاركة في تظاهرة "صُنع في قطر".
الهجرة صعبة على الشخص الذي يقرّر أن يختبرها. يشعر وكأنّه يُقتلع من أرضه لترمي به الأقدار في عبثية المجهول. لكن مهما تغرّب وابتعد، بحكم الإرادة الشخصية أو بحكم الظروف، يستعر لهيب ذكرياته في أتون الحنين باستمرار ويأبى قلبه على النسيان.
لكن ماذا لو تغرّب المهاجر مرة أخرى، تاركاً وراءه البلد الذي استقبله بعد أن عاش فيه حياةً بأكملها؟
هذا هو الموضوع الذي يطرحه فيلم "أطلال" الوثائقي القصير للمخرجين الشابين اللبناني طوني الغزال والعراقية بلقيس الجعفري.هما ينتميان إلى عائلتين من عائلات كثيرة أوصلتها الحياة إلى قطر للاستقرار فيها. أرادا أن يسردا في فيلمهما حكاية رجل فلسطيني يودّع قطر التي قصدها بعد التهجير القصري من فلسطين. يودّعها دامعاً لأنّه يستعدّ، مرّة أخرى، للهجرة منها إلى كندا. نواكب في هذا الفيلم، ذكريات هذا الرجل في ثلاثة معالم قطرية كانت من الأماكن المهمّة في منتصف القرن الماضي لكنّها اليوم ليست سوى مجرد أشباح مهملة. يتذكّرها ويربط مصيرها بمصير وطنه الأمّ الذي بات حلم العودة إليه شبه مستحيل بالنسبة إليه.
الفيلم يعالج، في نهاية المطاف، ماهية الوطن... والوطن هو ذلك المكان الذي تستقرّ فيه القلوب مهما تدافعتها أمواج اللجوء والهجرة.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك