ضيف برنامج مراسي هو الفنان التشكيلي شوقي يوسف. تعود ميشا خليل برفقته إلى مسيرة ثلاثين عاماً من العطاء الفنّي متوقّفةً معه عند فلسفته الحياتية والفنية الخاصّة به.
كيف يمكن لمعرض أن يختصر ثلاثين عاماً من حياة فنان؟ تبدو المهمّة صعبة عندما يتعلّق الأمر برجل أمضى حياته وهو يخطّ باللون رموزاً حائرة ومتسائلة لا أجوبة عليها.
اللوحة هي عملية بحث
عمّا يبحث الفنان التشكيلي شوقي يوسف؟ عمّا يبحث وهو يبعثر على وريقاته الناصعة البيضاء أجساداً ملتوية ومتألّمة تشبه في صراعاتها الداخلية أجساد اللبنانيين الذين يبدون طبيعيين من الخارج وهم يأكلون ويشربون وينصرفون إلى حياتهم اليومية لكنّهم داخلياً يلتوون ويتألّمون تماماً كأجساد يوسف شوقي المتصارعة في طرف من أطراف لوحاته. خطوط ريشته أو ضربات شفرته التي تنحر ألياف ورقته، فيها من العبثية أحياناً ما يجعلنا نطرح السؤال تماماً كما يطرحه الفنان: ماذا يدور في فلك الذهن عندما يهيم في متاهات الوجود والوجدان؟
ماذا ينتظر شوقي يوسف من بنات أفكاره؟ هل ينتظر يقيناً؟ هل ينتظر إبداعاً أم يطارد تشوّشات فكره عابثاً بها ليستفزّ ما فيها من جنون خلاّق؟
مسارات والتواءات بينما الهدف واحد
هدف الألف ميل يبدأ بخطوة لكن هدف شوقي يوسف هو رسم مسار الألف ميل قبل أن يقوم بالخطوة، بمعنى أنّ هذا الفنان ينظر إلى الأشياء من وجهة نظر مختلفة ويقوم بعكس السائد كي يولّد هذه اللحظة الصادمة التي تحدث فرقاً في الحياة والفنّ والمقاومة… والثورة ... ثورة تعالت أصداء آمالها "كغناء البجع قبل الرحيل" كما يعبّر شوقي يوسف. لوحاته في حركة دائمة تعطي الانطباع وكأنّ ما عليها متوتّر لا يعرف للراحة مكان. هي متمرّدة عل نفسها، تأبى الانصياع فإذا انصاعت، اضمحلت وتلاشت. شوقي يوسف كلوحاته متمرّد على نفسه، فهو يعرف أنّ هذا التمرّد هو وسيلته الوحيدة للاستمرار.
تراه يجلس في بقعة ضوء... تعانق أنامله الورقة البيضاء ... ويرسم أسئلة من دون جواب.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك