تعالج ميشا خليل في برنامج مراسي موضوعاً حسّاساً له علاقة بالفترة العُمرية التي تَعبُر بالفتاة من فترة الطفولة إلى فترة البلوغ. وتتناول هذا الموضوع مع المصري الشاب محمد كامل كاتب ومخرج فيلم "ربيع شتوي" الروائي القصير الذي حصد مجموعة مهمّة من الجوائز في مهرجانات دولية عديدة.
كتب المخرج المصري محمد كامل سيناريو فيلم "ربيع شتوي" بالتعاون مع صديقه تامر عبد الحميد. وكانت الفكرة الكامنة وراء هذا العمل، أن يكون كاتبه ذكراً وليس أنثى لمعالجة موضوع العادة الشهرية من وجهة نظر مختلفة. ونجحا في رصد التغييرات التي تطرأ على جسم الفتاة عندما تنتقل من فترة المراهقة إلى فترة البلوغ بأسلوب سينمائي بسيط لكنّه فعّال.
ضغط المجتمع وعدم التواصل
تعيش "نور" بطلة الفيلم مع والدها لوحدهما منذ وفاة والدتها. كانت العلاقة بينهما متّسمة بالطبيعية إلى اليوم التي استيقظت فيه "نور" لتجد أنّها أصبحت امرأة. وتتعاقب، إبتداءً من هذه اللحظة، سلسلة من التصرّفات تولّد سوء فهم بين الأب وابنته، يعظّمه ضغط مجتمع متحفّظ، الحديث فيه عن موضوع العادة الشهرية يُعدّ من التابوهات. يتفاقم سوء الفهم هذا بسبب عدم التواصل بين الشخصيتين الأساسيتين في الفيلم ويصل بالمشاهد إلى ذروة درامية كثيفة قبل أن يلج به إلى النهاية التي أرادها المخرج.
لغة سينمائية رقيقة ومؤثّرة
اعتمد محمد كامل على التفاصيل ودخل في أدناها. الحوار في فيلم "ربيع شتوي" نادر ولا يعتمده المخرج إلاّ عند الضرورة القصوى كعنصر فهم يخدم الحبكة. يضيف محمد كامل على التفاصيل، اللقطات القريبة من الموضوع الذي يريد تصويره. لقطات قريبة لدرجة نخال وكأنّه يفحص المشهد تحت مجهر الصورة الإخراجية التي يريد أن يعالج بها درامية الفيلم. لكن أكثر ما يعبّر عن موهبة هذا المخرج الشاب هو إصراره على إيصال الفكرة عبر الرموز. كان هذا تحدّياً كبيراً بالنسبة له لأنّ اعتماد الرموز ليس بالأمر السهل. قد يتجاهلها المشاهد أو لا ينتبه إليها أو حتّى يغفل عن فهمها. لكنّ النجاح الباهر الذي حاز عليه الفيلم والجوائز التي حصدها تؤكّد على أنّ ما أراده محمد كامل من فيلمه قد وصل في نهاية المطاف إلى المتلّقي.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك