لقاء مع الفنانة التشكيلية ريتا الجميّل في برنامج مراسي حول معرضها الذي أقامته مؤّخراً في باريس والذي حمل عنوان "النور الذي ينبثق من العتمة" (La lumière ressurgit de l'ombre). عاد ريعه لمساعدة جمعيات لبنانية تساعد المتضرّرين من جراء انفجار بيروت.
الفنانة التشيكلية اللبنانية ريتا الجميل درست الهندسة المعمارية كمهنة، لكنّ قلبها تعلّق بالفنّ كنمط حياة وكقوت تُغذّي روحها من خيراته. هي في الأساس امرأًة متفائلة، تنظر دائماً إلى الجانب المليء من الكأس. تتعمّق هذه القناعة عندما نرى ألوان ملابسها الزاهية وانفراج الابتسامة الدائمة على وجهها وانبعاث الطاقة القوّي من حركاتها وكلماتها. أعمالها هي ترجمة لهذه الحالة النفسية التي تظهر حتّى في أحلك الأوقات ولا تسمح لريتا الجميّل بالاستسلام.
لا مجال للتخلّي عن بيروت
عاشت ريتا الجميّل معظم حياتها في فرنسا. لكن عندما قرّرت العودة إلى بيروت للاستقرار، جاء انفجار المرفأ ليحطّم آمال العودة هذه ويدّمر البيت التي صمّمته وزيّنته وفق أهوائها كمهندسة. وقفت مصدومة أمام هول اللحظة المصيرية، لكنّها لم تشأ أن تُرمّم من دون أن تأخذ من أكوام الركام عينّة تضعها في أعمالها الفنية كشاهد على فظاعة التجربة. آخر أعمالها مجموعة من اللوحات التي مزجت موادها مع ركام بيتها ورذاذ زجاج نوافذها المحطّم.
ريتا الجميّل، التي اعتادت ان ترسم أسفارها وانطباعاتها، تنقل على بياض لوحتها سواد الصدمة البيروتية لكن بألوان الأمل الذي يأبى أن يذوي وحيداً في ظلال مشاعر الاحباط واليأس والحزن.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك