تستضيف ميشا خليل في برنامج مراسي عازف الإيقاع التونسي عماد عليبي للحديث عن مسيرته الطويلة في عالم الموسيقى. مسيرة تُوّجت بوسام الآداب والفنون برتبة فارس من قبل وزارة الثقافة الفرنسية.
عماد عليبي فنان يتكلّم بهدوء واتزان، صوته خافت ودفق كلماته يتلاءم مع نظراته الرانية. قد نظنّ أنّه لا يهتّم بما يجري من حوله لكن تحت قناع الهدوء هذا، نجد فناناً متقّد الذهن، مبدعاً يعرف ماذا يريد.
ما وراء المكناسي...
هنالك البحر الأبيض المتوسط وراء مدينة المكناسي حيث رأى عماد عليبي النور. وهذا البحر كان جسر العبور لهذا الشاب الذي كانت أحلامه أكبر من المكان الذي احتضن طفولته. توجّه إلى "الدربوكة" في صغره لأنّها كانت الآلة الأكثر شيوعاً وأقلّها كلفة من الآلات الموسيقية الأخرى. تمرّن عليها حتّى عشقها وبرع في عزفها ثمّ حملها معه إلى فرنسا حيث يستقرّ اليوم. كانت "الدربوكة" مفتاح وصوله إلى آلات إيقاعية أخرى. كان عضواً في فرقة تؤلّف موسيقى تعتمد على الروك الشرقي الممزوج بموسيقى الراي وسافر معها إلى أكثر من ستين بلداً. تعاون مع فنانين وفنانات قادمين من آفاق موسيقية مختلفة قبل أن يترأّس مهرجان أيام قرطاج الموسيقية ومهرجان قرطاج الدولي ويقوم بدور استشاري لعدد من المهرجانات الموسيقية. وهو اليوم يلّحن مقطوعات ويسجّلها على ألبومات كان آخرها ألبوم "فريقيا" الذي يتناول اللون البدوي بلمسة عصرية.
القوّة الهادئة
تفاجأ عماد عليبي عندما فتح الرسالة التي تعلمه أنّ وزارة الثقافة الفرنسية تنوي تكريمه بوسام الآداب والفنون برتبة فارس. لكن عندما نتابع الإنجازات التي قام بها، ندرك أنّ هذا التقليد التكريمي يأتي في محلّه. عماد عليبي ينتمي إلى جيل من الموسيقيين ينظر إلى الفنّ على أنّه وسيلة فعّالة لمحاربة الجهل والانفتاح على العالم وعلى الآخرين. تعلّم الكثير من أسفاره، اكتشف موسيقات العالم وثقافاته وعاد متسلّحاً برحابة صدر وتقبّل لكلّ ما هو مختلف. يسعى، بما يملكه من موهبة، إلى إرساء حوارٍ، لغّته نوتات إيقاعية تدعو إلى الرقص وليس إلى الحرب وتعزّز السلام وليس العنف وتتواصل مع القلب وليس العقل.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك