سليم ضو: "أنا لا أمثّل، أنا أعيش شخصياتي"

من هو سليم ضو؟ سؤال يستوقف الشخص الذي يسعى إلى سبر أغوار هذا الرجل العفوي بطرافته وخفّة ظلّه. شخصيّة بسيطة لكنّها في نفس الوقت معقدّة، مركّبة، مصنوعة من تراكمات شخصيات أدّاها سليم ضو على المسرح أو في السينما. لعب عدّة أدوارٍ منها العنيف ومنها الرقيق لكنّ الدور الذي يجيده بإتقان هو دور الرجل الذي ينظر إلى الحياة بتفاؤل، والحركة التي يبرع في أدائها هي الابتسامة الدائمة على وجهه.

حكواتي بارع

سليم ضو يأسر من يستمع إلى حكاياته. يروي الطرائف أو الذكريات بأسلوب يجعل المستمع يشرد في الخيال، يتصوّر بيتاً منسياً في حيفا أو مشهداً سينمائياً في لندن. يسترجع ومضات من الماضي تعبق منها رائحة زهر الليمون أو تصطبغ بلون شجر الزيتون. سليم ضو لا يمثّل، سليم ضو يصبح واحداً مع شخصياته: شخصيات تنبض بقلبه وتتنفّس برئتيه وتحيا بروحه. سليم ضو ينتقل بطبيعية مدهشة من شخصية أبو نضال الإرهابي في فيلم "المخترق" إلى شخصية العاشق المتيّم في فيلم "غزّة مونامور" قبل أن يتقمّص شخصية محمد الفايد في المسلسل البريطاني "التاج" (The Crown) دور يعتبره سليم ضو واحد من أهم أدوار حياته.

الشاب الأبدي

سليم ضو شاب أبدي. في داخله طفل ينظر إلى العالم من حوله بانبهار. ربما يرفض أن يستسلم لواقعية الحياة، يفرض أن يستسلم لرتابتها أو لسلطتها بل يريد أن يتنقل في أرجائها محلّقاً كفراشة، يعود إلى الواقع فقط ليغازل أقدار شخصيات تستهويه أمام عدسة الكاميرا التي يعتبرها حبّ حياته الأوّل والأخير. وعندما تشتّد قبضة الاشتياق ويعصر الحنين قلبه، يعود إلى "حيفاه" كما يحلو له أن ينادي المدينة التي لا يجد بديلا لها في العالم. يعود إلى "حيفاه" ليخاطب البحر ويصادق ألفة المكان ويستمدّ طاقةً للوثوب من جديد في مجهول السينما الجذّاب علّه يصطاد دور الشخصية التي يحلم في أدائها منذ وقت طويل: شخصية أبو عمّار.