النحّات والفنان التشكيلي السوري فادي يازجي يقيم معرضاً له في دار الفنون في الكويت. تستضيفه ميشا خليل، في برنامج مراسي، لتستعرض معه الأعمال التي يقدّمها ويبلغ عددها أربعة وعشرين لوحة ورقية بالألوان أو بالأبيض والأسود.
درس فادي يازجي النحت أوّلاً وهو يستهويه جداً. حتّى عندما يرسم على الورق، يرسم بمنطق النحّات ويستخدم أغراضاً من حياته اليومية تعطي اللوحة ملمساً ناتئاً. فادي يازجي هو شاعر في روحه وفيلسوف في نظرته للحياة. وهذه الفلسفة التي تترافق مع رهافة الشعر تضفي على أعماله هشاشةً تدّل على عمق الحساسية التي يرسم أو ينحت بها.
الفنّ فلسفة حياة
الإنسان الذي يريد إجابات منطقية وواضحة لا يتوّجه إلى الفنّ مع العلم أنّ هذا الأخير هو كلمة السّر التي تشرّع أبواب المنطق بمفتاح العاطفة والشعور بالآخر. الفنّ فلسفة حياة لأنّه يساعد الفنان على اختصار تعقيدات الحياة بسؤال. وأوّل خطوة في مهمّة الوصول إلى حقائق الكون تبدأ بسؤال. "أن أكون أو لا أكون" بلّورها شكسبير في عمله المسرحي "هملت" بينما فادي يازجي يناضل من أجل أن يكون في دوّامة الألم السوري الذي يمتّص منه ما تبّقى من طاقة إيجابية. يلجأ إلى منحوتاته في محاولة يائسة ليستمدّ منها "هذا الأمل الذي لم يعد يؤمن به لكن ينتظره بالرغم من كلّ شيء..."
وجوه متألّمة في أجسام غير متناسبة
شخوص فادي يازجي رؤوسها كبيرة وأجسامها صغيرة تشبه الحياة تماماً. تفاوت الفرص والمساواة والعدالة تجعل من شخوص الفنان السوري صورة طبق الأصل عمّا يعيشه الإنسان في حياته اليومية. أما في لوحاته، فيعبّر عن هذه الوجوه والأجسام غير المتكافئة بفسيفساء ضوئية ملّونة تترك بقع نور تومض شرارة ً هنا أم هناك على الورق وكأنّها هذا الضوء الذي يظهر ويتلاشى في آخر النفق المظلم، يظهر أو يتلاشى كوهج منارة في عاصفة بحرية هوجاء. يريد فادي يازجي أن يرى نور الخلاص حتّى قبل قدومه فهذا يعطيه "هذا الأمل الذي لم يعد يؤمن به لكن ينتظره بالرغم من كلّ شيء..."
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك