برنامج مراسي يخصّص مساحة للمعرض الذي نظّمه متحف بومبيدو في مدينة ميس (Centre Pompidou - Metz) في الشرق الفرنسي. معرض يحمل عنوان "الكتابة هي رسم" ونُظّم بالتعاون مع الشاعرة والفنانة اللبنانية إيتيل عدنان (Etel Adnan) قبل أشهر من وفاتها.
معرض "الكتابة هي رسم" هو في الأساس تجسيد لفكرة كانت دائماً تداعب ذهن الفنانة والشاعرة اللبنانية إيتيل عدنان ومنذ فترة طويلة. كانت تحلم بجمع مقتنيات قديمة وحديثة، الكتابة فيها هي العنصر الأساسي. أرادت أن تبيّن للزائر من خلالها كم أنّ الكتابة، في أشكالها المتعدّدة، قريبة من الرسم ومن رموزه الفنية والتشكيلية. كان من المفترض أن تفتتح هذا المعرض الذي ساهمت في إنجازه، لكنّها توفيت قبل الافتتاح بأيام قليلة فتحوّل إلى تكريم لهذه الفنانة التي لعبت دوراً رئيسياً في الشعر العالمي المعاصر.
إيتيل عدنان شخصية متعدّدة الجذور والثقافات
ولدت في مدينة سميرنا من أب سوري كان ضابطاً في الجيش العثماني ومن أم يونانية. اللغة المشتركة في المنزل كانت التركية. بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية، انتقلت العائلة للعيش في لبنان حيث درست إيتيل الفرنسية إلى جانب العربية واليونانية والتركية ومن ثمّ الإنكليزية عندما سافرت إلى الولايات المتّحدة لتعيش فترة طويلة من حياتها في سان فرانسيسكو. هذه التعدّدية الثقافية واللغوية جعلت من إيتيل عدنان شخصاً منفتحاً على الحياة والشعوب، على الآداب والفنون. انفتاحها جعلها تجد في كلّ مكان عاشت فيه موطناً آخر لها.
الإلتزام عنوان حياة ونمط عيش
إيتيل عدنان وجدت في الشعر رسماً ووجدت في الرسم شعراً. وعبّرت من خلال الإثنين عن رحلة حياة ملتزمة ناضلت فيها ضد الظلم والقمع والعنف. كما انتمت إلى تيارات ثقافية وفكرية متعدّدة ساهمت في إحداث التغيير على أكثر من صعيد.
"لا تألف
المرارة المريرة.
اذا لم يكن لك وطن
سيبقى لك الكون
صديقا".
هذه الكلمات، من شعر إيتيل عدنان، تحمل فلسفة هذه الفنانة التي كانت تعتبر نفسها إبنة هذا الكون والتي وجدت نفسها في موطن الفنّ والشعر اللذين رافقاها طيلة حياتها.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك