مراسي

يوسف نبيل: عاشق الكاميرا التي لوّنت حياته وأحلامه!

نشرت في:

لقاء "مراسي" هذه المرّة مع الفنان والمصوّر الفوتوغرافي  المصري يوسف نبيل. التقته ميشا خليل ليغوصا معا في عالمه الخاصّ الفنّي والإنساني وللحديثِ عن تجربته في التصوير وفي الإخراجِ. 

Courtesy Palazzo Grassi_photo
Courtesy Palazzo Grassi_photo © Matteo De Fina
إعلان

اكتشاف الكاميرا الذي أدهشَ الطفولةَ:

عَرفت طفُولتهُ حبّه للانطواءِ. لم يكُن يُحِبُّ الحَديثَ كثيرًا منذ الصِغرِ فَكانت الكامِيرَا بديلا من كلّ شيء في حياتهِ ودليلا على مسيرتهِ. لقد فاضت الكَاميرَا بِمَا أخْفَاهُ دائِمًا.

اختار الأبيضَ والأسودَ لونًا لأفلامهِ على أنَّ يُلوّنها بنفسِهِ بألوانٍ مائيةٍ ذلكَ فذلكَ "يتماشى معَ المضمونِ الذي يبحثُ عنهُ". ولعلّ خيار غيابِ الألوانِ يعود أيضًا إلَى فِكرةٍ حُفرت في ذهْنِهِ إذ أنَّ "كُلَّ مَن أَحَبَّهُم كانُوا ميّتينَ أو مـَاتُوا" كما أفصَحَ عن ذَلِكَ لمراسِي.

هَكذَا يستطيِعُ أنّ "يُخَلّدَ " اللحظةَ مَع الكاميرَا وَعبرهَا. لقَد كان اكتِشَافُه للكاميرَا طفلاً أعظَمَ ما وسَمَ كيَانَهُ وحَفَرَ مسَار أَحلاَمهِ الأَوّلِ.

المرأة الأنثَى.. المرأةُ الحيَاةُ:

يعتبرُ يوسف نبيل أنّ للمرأةِ دورًا مِحوَرِيًّا فِي حَياتِه الشَخّصِيَّةِ كمَا لَــهَا وقْعًا خَاصّا على فنّهِ وَمشرُوعهِ السينِمائْي والفوتوغرافِيِّ. فَكَانت امرأتُهُ الأولَى أُمّهُ التِي "سَاندَتهُ ووقَفت إلىَ جَانِبهِ". ثُمَّ لمْ يُخفِ إعجَابَهُ بشارلوت رامبينغ  Charlotte Rampling. كما أنَّ صورةَ مريمَ العذراءَ سَبغَت مُخيّلَتهُ دائِمًا عن صورةِ الأمِّ التي تحضنُ ابنهَا خاصّة تلكَ التِي ابتَدعَها مايكل انجلو Michel Ange والتِي تحملُ عنوانَ (la pieta)

الحلم الحياة والحياة الحلم

لا معنَى لحياةٍ دون حلمٍ ولا معنَى لحلمٍ دون حياةٍ. ولا معنَى لفنّانٍ دون حلمٍ. هكذا يرَى يوسف نبيل الحياةَ وهكذا يفهمُ هدفهُ فيهَا وهدفهُ من الفنِّ. إنّ الحلمَ وحده من يجعلُ الفنّ ممكنًا وقابلاً للقبولِ. والحلمُ بالخلودِ يسمُ الصور الفوتوغرافية كما يسمُ الأفلامَ بالفنيّةِ.

الغربة بين الخيال والحقيقة:

تتصلُ فكرة الغربةِ عند يوسف نبيل بفكرةِ السفرِ والترحالِ. بل إنّهُ يربطُ بين الغربةِ بهذا المعنى وبينَ فكرة المؤقتِ التي تحكمُ السيرورةَ الإنسانيةَ: فالبشرُ سواسيةُ زوّار في الحياةِ محكومونَ بالرحيلِ وهو المسافر من مدينةٍ إلى مدينةٍ محكوم بالترحالِ. فصوّر في غربتهِ ما يبدّد به وحشتَهَا "مذكّراتٍ بصريةٍ" كما عبّر عن ذلكَ. ومن عناوينِ التخفّفِ من أوزارِ الغربةِ عندهُ أن جعلَ الزيّ الرسّميّ المصري حاضرا يذكّر به كما يذكّر بمصرَ دليلا لها على حبّهِ ودليلا عليه في قلبهِا.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية