يُسافِرُ برنامج مراسي عبر الزمن ليرسُو فِي سنواتِ السبعيناتِ والثمانيناتِ، في زمنٍ كانت الموسيقى فيهِ تنضحُ من شريطِ الكاسيت. تستضيفُ ميشا خليل، يامن مقداد، أحدُ مؤسسي مشروع "أرشيف الشرائط السوريّة" لترحلَ معهُ إلى ذلك الزمنِ وتتعرّفَ على طريقةِ المحافظةِ على هذا الموروثِ.
إنّهُ نبشٌ فِي الذاكرةِ وصيانة ٌ لَهَا فِي الآنِ نفسهِ. هذا ما يحاول يامن مقداد مع شريكهِ مارك جرجس القيامَ بهِ من خلالِ عملهِمَا على مشروعِ "أرشيفِ الشرائطِ السوريّةِ". بدأت الفكرةُ منذُ خمسِ سنواتٍ حينَ التقيَا في لندن لتتوسّع شيئًا فشيئًا أعداد الكاسياتات التِي حظيت بالصيانةِ والرقمنة حفاظـًا عليهَا باعتبارِهَا جزءًا من أرشيفِ الذاكرةِ الثقافيةِ السوريةِ. غير أنَّ دائِرَة َ البحثِ أخذت تتوسّعُ أيضًا لتشملَ العراقَ ولبنان فضلاً عن الشامِ.
سحر الكاسيت... سحر مرقمن:
ليسَ البحثُ عن موّادَ أرشيفيّةٍ وحدهُ العملُ الصعبُ فِي المشروعِ، فالرقمنة تستنزفُ وقتاً طويلاً خاصّة وأنّ الغايةَ منهُا إبقاءُ الشريط داخل سوريَا.علاوةً على ذلكَ فالشريط ُ هشٌّ وعدّو للمغناطيس ولذا وجبَ الحذرُ في التعاملِ معهُ خاصّة الأشرطةُ القديمةُ جدًّا. رقمنة الكاسيت خطوة ضرورية في رحلة إنسانية مهمتها الحفاظ على حقبة ذهبية جامعة وعابرة للحدود والجغرافيا.
الكاسيت عابرة للحدود:
تنبعُ الأشرطةُ أساسًا منْ الموسيقَى المناطقيةِ على حدِّ عبارةِ مقداد، مناطق ومدن وجماعات كالأرمنُ والأكرادُ والسريانُ. بيد أنّ طبيعةَ البحثِ تستوعبُ كذلكَ الموسيقَى التي لم تلقَ اهتماماً في الأوساطِ الثقافيةِ السوريةِ رغمَ غزارتهَا. ساهمَ هذا البحثُ فِي اكتشافِ فنانينَ غير معروفينَ ما يدلُّ على أنَّ الصوتَ جغرافيٌّ يتبعُ الجغرافيا أكثر مِمَّا يتبعُ الحدودَ المحدثةَ.
الكاسيت كمادّة مروّجة للفنان:
لعبت الكاسيت في الماضي دوراً مروِّجاً إذ كان الفنانون آنذاك يعتمدون على هذه الوسيلة للتعريف بهم وبفنّهم. كانت تلعب الدور الذي تلعبه دور الإنتاج اليوم. الكاسيت لها أكثر من بعد وأكثر من حياة وفي مشروع يامن مقداد ومارك جرجس، باتت الكاسيت رمزاً يتجسّد في حقبة ذهبية في خباياها ألف موهبة وموهبة.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك