تستضيف ميشا خليل المسرحي محمّد الحرّ للحديث عن مسرحيته "حدائق الأسرار" التي حصدت جوائز عديدة في الدورة ال23 من مهرجان أيّام قرطاج المسرحيّة وهي جائزة أفضل عمل متكامل وجائزة أفضل سينوغرافيا وجائزة أفضل ممثّلة وجائزة أفضل إخراج.
مسرحية "حدائق الأسرار" هي ثمرة عمل تجريبي تَكَّون في مختبر "أكون" لدراسة السرديّات المسرحية بمبادرة من "مسرح أكون" وبدعم من وزارة الثقافة المغربية. تمركّزت محاور البحث في هذا المختبر حول ما اذا كان تقليد الفرجة المسرحية ما زال ضرورياً في عملية السرد المسرحي وحول ما اذا كان المسرح اليوم ما زال قادراً على ابتكار مواضيع جديدة.
الهشاشة الانسانية
تأثّرت ورش عمل مختبر "أكون" بجائحة كورونا التي جعلت المخرج محمد الحرّ، ومعه العالم بأثره، يعي أنّه "على الرغم من جغرافية الواقع المغلق خلال الوباء إلاّ أنّ العالم وجد مشتركاً يعكس عزلة الإنسان". وقف المختبر على أعمال كثيرة كُتبت خلال تلك الفترة تُترجم هشاشة الإنسان. هشاشة ساهمت في فتح آفاق إبداعية متعدّدة على قدر عالٍ من الجمالية. موضوع العرض يدور حول عائلة بورجوازية مؤلّفة من ثلاث شخصيات، مساراتها مصبوغة بالتراجيديا التي ولّدتها ظروف شخصية واجتماعية مختلفة.
بين اللهجة واللغة
تتداخل في العمل اللهجة المغربية واللغة العربية الفصحى. ولعلّ هذا التداخل عائد، وفق المخرج، إلى مسألة التأصيل المطروحة في المسرح العربي والمتعلّقة بمسألة الهوية. فاللهجة العاميّة تدلّ على العامّة التي تستعملها أمّا الفصحى فهي لغة العقل والعلم. رهان مسرح "أكون" يقوم على مزج مبدع بين هاتين اللغتين بعيداً عن الابتذال. النصّ، بالنسبة للمخرج محمد الحرّ، يملك مستويات متعدّدة لمحاورة طبقات مختلفة من الجمهور ويوحي بتماسك ناتج عن تآلف النص والصورة والصوت والشخصيات التي تحييه. "كلّ عنصر من المسرحية هو حامل لحياة وذاكرة".
الرجل والمرأة
يراهن النصّ المسرحي في عرض "حديقة الأسرار" على الإنسان بغضّ النظر عن الجنس والجنسانية. يعتمد طاقم العرض، من خلال هذا العمل، على الحيادية في التعاطي مع الشخصيات تاركاً لها حرية الدفاع عن نفسها وعن مواقفها ومتكّلاً على وعي الجمهور لادراك أبعاد القضايا المطروحة.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك