هل يمكن للحيتان فهم لغة البشر؟
نشرت في:
تتميز حيتان العنبر بأعلى صوت من بين كافة الحيوانات، وتصدر أصوات صرير وطرق ونقر متقطعة بهدف التواصل مع الحيتان الأخرى عن بُعد بضعة أقدام وحتى عدة مئات من الأميال.
وتسمى هذه السمفونية المكونة من نمط نقرات، وهي متطورة بالقدر الذي يؤهلها أن تكون لغة كاملة. لكن السؤال، هل سيستطيع البشر فهم ما تقوله هذه الحيتان؟
نشر موقع لايف ساينس Live Science في الـ13 من الشهر الجاري ورقة علمية ضمنها إجابات لبعض العلماء الذين ذكروا أن الأمر ممكن التحقق شريطة أن يتم تجميع وتحليل عدد كبير من خطابات حوت العنبر.تمتاز حيتان العنبر Physeter Macrocephalus)) بأدمغة أكبر من أدمغة البشر بستة أضعاف، وتتمتع بعلاقات اجتماعية معقدة فتقضي معظم وقتها بالتواصل الاجتماعي وتبادل التقفيلات. قد تمتد مدة هذه الرسائل من عشر ثوان إلى ما يزيد عن نصف ساعة.
وفقا لما ذكرته ورقة بحثية عن حيتان العنبر نُشرت على موقع arXIV.orge في نيسان/أبريل 2021، "فإن تعقيد مفردات الحيتان ومدتها تشير إلى أنها قادرة على استعراض قواعد أكثر تعقيدًا من أي حيوان آخر".
ومن خلال مشروع متعدد التخصصات يعرف باسم CETI " وتعني مبادرة الترجمة الحيتانية، تحدد هذه الورقة خطة لفك شيفرة مفردات حوت العنبر، وذلك بجمع تسجيلات لها، عن طريق استخدام آلة تعلم لمحاولة فك شيفرة تسلسل النقرات التي تصدرها هذه الثديات عند التواصل. واختارت مبادرة الترجمة الحيتانية دراسة حيتان العنبر من بين جميع الحيتان لأن نقراتها تمتاز بتركيبة شفرة مورس Morse، حيث يستسهل الذكاء الاصطناعي تحليلها.
وفقًا لبحث جديد نشرته مبادرة الترجمة الحيتانية، فالبشر لاحظوا لأول مرة أن حيتان العنبر تصدر أصواتًا في الخمسينيات من القرن الماضي، لكنهم لم يعرفوا أن الحيتان تستخدم هذه الأصوات للتخاطب حتى السبعينيات، وبذلك تكون كمية المعلومات القليلة التي يعرفها البشر عن هذه الحيتان ما تزال جديدة.
ونقل "لايف ساينس" عن مؤسسة وودز هول الأوقيانوغرافية Woods Holes Oceanographic Institution، أن لتلك النقرات هدفين اثنين، إذ تغوص حيتان العنبر حتى عمق 4000 قدم (1200 متر)، أو أعمق بثلاث مرات من غواصة نووية. بل إنها طورت نقرات للصدى، وهو نوع من السونار، لتبحث عن الحبار وغيره من المخلوقات البحرية، بما أن الظلام عند هذه الأعماق دامس. وتقنية النقرات ذاتها تستخدمها للتواصل، على الرغم من أن نقرات التخاطب مكتظة أكثر.
وقال عالم الأحياء البحري وقائد مشروع مبادرة الترجمة الحيتانية، ديفيد غروبر David Gruber، في حديثه مع لايف ساينس: "اكتشاف هذا الكم من المعلومات كان تحديًا، لأن دراسة حيتان العنبر أمر صعب، واستغرق سنوات عديدة، لكننا نمتلك الآن الأدوات التي تمكننا من التبحر في هذا الموضوع بطريقة لم نتمكن منها من قبل". الذكاء الاصطناعي والرجال الآليين والطائرات المسيرة من تلك الأدوات.
وأطلعت بارتيوشا شارما Pratyusha Sharma، الباحثة في علم البيانات لدى مبادرة الترجمة الحيتانية والمرشحة للحصول على دكتوراه في مختبر علوم الحاسوب والذكاء الاصطناعي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، مجلة لايف ساينس على المزيد من آخر التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي ونماذج اللغة، مثل GPT-3، الذي يستخدم التعلم المتعمق لبناء نصوص وقصص مثل التي تصدر عن البشر. وأضافت، "يأمل العلماء أن تُطبق ذات الطريقة على مفردات حيتان العنبر، لكن المشكلة الوحيدة هي أن لهذه الطرق نهم للمعلومات".
وسجل مشروع مبادرة الترجمة الحيتانية حتى الآن قرابة 100000 نقرة من حوت العنبر، والتي جمعها علماء البحار على مدى سنوات بصعوبة بالغة، لكن خوارزميات آلة التعلم تحتاج إلى نحو 4 بليون.
وتُنشئ مبادرة الترجمة الحيتانية قنوات أوتوماتيكية عديدة لجمع تسجيلات لحيتان العنبر. وتتضمن مكبرات صوت في أماكن يتردد عليها حيتان العنبر تحت الماء، ومكبرات صوت يمكن إسقاطها بمجرد اكتشاف تجمع لمجموعة من حيتان العنبر على السطح وذلك عن طريق طائرات مسيرة ذات عين نسرية، بالإضافة إلى سمكة آلية تتبع الحيتان وتستمع إليهم من مسافة.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك