دور الجزائر في هزيمة جيش مالي والعودة إلى المفاوضات
الهزيمة التي أصيب بها الجيش المالي في شمال البلاد، هي هزيمة لفرنسا بالدرجة الأولى، فقد عاد مقاتلو الحركة الوطنية لتحرير أزواد للسيطرة على مدينتي كيدال وميناكا، بعد أن ألحقوا بالقوات المالية هزيمة نكراء دفعت بالسلطات المالية للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار.
نشرت في:
هذا يعني أن جيش مالي، بالرغم من إعادة تأهيله وتدريبه والأسلحة التي قدمت له، عاجز عن استرجاع الشمال، مع ما يعني ذلك من احتمال عودة مقاتلي القاعدة إلى المنطقة، وقد قررت باريس تأجيل إعادة انتشار قواتها في منطقة الساحل على أثر الاشتباكات في شمال مالي.
والملفت أن متمردي الطوارق قد تحالفوا مع العرب في شمال مالي خلال معارك الأيام الأخيرة ويرى أسلموا ولد عبد القادر، وهو وزير موريتاني سابق وخبير بشئون مالي، أن للجزائر ضلعا فيما حصل وامتدادا إقليميا لمعارك الأيام الأخيرة، فالجزائر تاريخيا لها نفوذ في شمال مالي، الذي يشكل امتدادا جغرافيا لها ولثرواتها.
ويعتبر ولد عبد القادر أن الجزائر لا تريد أن تترك فرنسا تتحكم في هذه المنطقة الغنية بالثروات الطبيعية، والممتدة بين مالي، موريتانيا، النيجر والجزائر.
ويشدد ولد عبد القادر أن مشكلة الشمال لا تتم إلا بالعودة إلى المفاوضات بشكل يسمح للطوارق بتسيير شئونهم الداخلية، وأيضا من خلال تنمية المنطقة المهملة منذ أكثر من قرن.
وتجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية الجزائري رمضان العمامرة قد زار نواكشوط لمدة 5 أيام، وهو خبير بشئون المنطقة، كما أنه من المعروف أن موريتانيا كانت تساند حركات تحرير أزواد.
وتكتسب زيارة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي، إلى كيدال أهمية كبيرة، حيث أشارت الأوساط المقربة له إلى أنه يسعى للتوصل إلى حل للأزمة، وسيطلب من المقاتلين المتمردين وقفا لإطلاق النار.
وكان الرئيس الموريتاني قد حض على الحوار لحل الأزمة في مالي، وذلك خلال لقائه مع نظيره المالي إبراهيم أبو بكر كيتا، مشددا على أن إعادة إحلال السلام لا تعني الدخول في الحرب، والحوار هو مطلب الحركات المتمردة في شمال مالي، وباتت الحكومة المالية تدعو إليه الآن بعد أن ألحق مقاتلو الطوارق هزيمة بقواتها في شمال البلاد.
الخارجية الفرنسية أكدت لإذاعتنا أن باريس تدعو إلى حل الأزمة في مالي عبر الحوار على قاعدة اتفاق واغادوغو، وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان ندال لمونت كارلو الدولية أن فرنسا على اتصال مع كل الأطراف الفاعلة في المنطقة ومع الرئيس المالي للعودة إلى طاولة المفاوضات.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك