مقابلة
مؤتمر لندن حول ليبيا: إجماع على ضرورة رحيل القذافي عن ليبيا
السيد زيد العيسى، محلل سياسي في لندن، يتحدث عن مقررات مؤتمر لندن حول ليبيا، بانتظار انعقاد اجتماع مجموعة الاتصال المقبل في قطر.
نشرت في:
إعلان
سؤال : أعلن اجتماع لندن إنشاء مجموعة اتصال حول ليبيا تعقد اجتماعها المقبل في قطر . وبعد اجتماع قطر ستتم رئاسة المجموعة بالمداورة. هل يعني هذا أن عمليات التحالف سيطول أمدها ؟
جواب : من الطبيعي أن العمليات تعتمد كلها على العمليات العسكرية وعلى مدى تقدم قوات المقاومة. الكل يعتمد على النتيجة العسكرية، غير أن النتيجة لم تحسم بعد. هناك الآن غطاء سياسي حسب الاتفاق الذي جرى في لندن، وهذا الاتفاق يعتمد على تحالف عريض و واسع بين القوات الدولية المختلفة التي تشكل هذا التحالف ومحاولة للوصول إلى قاعدة عريضة بعد انتقال مسألة القيادة العسكرية إلى حلف " الناتو". القيادة السياسة سوف تنتقل إلى هذه الجبهة العريضة من الدول التي تشارك في هذا التحالف.
سؤال : سجلت قمة لندن حضورا عربيا محتشما وغيابا ملحوظا للاتحاد الإفريقي. هل أن عمليات التحالف، التي لا تحضا بإجماع عربي وإفريقي كبير، قد تواجه في المستقبل مزيدا من المعارضة ؟
جواب : الخطر الذي يحيط عمليات التحالف هو هذا التشكك الذي يمكن أن يحصل أو ينتج. لقد رأينا في بداية الضربات العسكرية أن عمر موسى قد قام بتصريحات قال فيها إنه قد تم التجاوز على صلاحيات قرار الأمم المتحدة ولكنه غيّر رأيه لأنه يستعد للنزول إلى معركة الرئاسة في مصر.هناك أيضا عدم وضوح للرؤيا وعدم وجود دعم من الدول العربية خصوصا من الجزائر التي أعلنت عن تحفظها حتى من قرار القمة العربية الذي أعطى الغطاء الدولي وطالب بحماية المدنيين في ليبيا. وقد تم استخدم هذا الغطاء للحصول على قرار الأمم المتحدة بعد أن غيّرت أمريكا موقفها. أمريكا كانت مترددة في البداية وقالت إنه بدون غطاء عربي وإفريقي فإنها لن توافق على قرار الأمم المتحدة. كذلك الموقف الروسي يرى أن الحرب في ليبيا هي حرب داخلية وأن ضربات التحالف العسكرية تجاوزت حدود قرارات الأمم المتحدة. الدعم العربي مهم جدا ولهذا جاء الدعم القطري و دعم الإمارات العربية في مرحلة حاسمة. الدول الأوروبية وأمريكا تحتاج إلى مثل هذا الغطاء العربي . وكان أوباما أكد في تصريحاته أن هذا الطلب جاء من الدول العربية ومن القمة العربية، كذلك أعلن أن التدخل على الأرض غير ممكن وأنه سوف يؤدي إلى ما حصل في العراق.
سؤال : فرنسا أعلنت أنها مستعدة للبحث في تقديم مساعدة عسكرية للثوار، ودعا المشاركون في قمة لندن صراحة إلى رحيل القذافي وهذه أمور لا تنص عليها القرارات التي أصدرتها الأمم المتحدة مؤخرا. هل أن التحالف سيدخل مرحلة جديدة وكيف ذلك ؟
جواب : أعتقد أن المرحلة الجديدة قد بدأت خاصة أن هناك خلافات وتناحرا حول المسالة القانونية وشرعية هذه الضربات. نرى ذلك من خلال موقف روسيا والجزائر وتركيا التي وافقت الآن على الدخول في هذه العملية ولكن بمشاركة مدنية حيث ستقوم بعمليات إسعاف ودعم للمدنيين. ستقوم الخلافات من جديد من ناحية التسليح و هي قامة من ناحية الضربات الجوية.
سؤال : لكن عمليات تسليح المعارضة، كما قلت، لا تلقى إجماعا وحتى "الحلف الأطلسي" أعلن من لندن معارضته لها ؟
جواب :نعم هذا صحيح، وهذه نقطة خلافية هامة بين أعضاء "الحلف الأطلسي". نحن نعرف أن دور تركيا محوري في هذا الشأن وقد قضى الرئيس أوباما وقتا طويلا و تدخل بنفسه لإقناع أردوغان حول هذه المسألة. ولا ننسى أن قيادة "الحلف الأطلسي" تعتمد أساسا على موافقة كل الأعضاء في اتخاذ القرارات. كذلك لا بد من الإشارة إلى حفيظة روسيا، ثم أن الصين بدأ صوتها يعلو و من المحتمل الرجوع أمام الأمم المتحدة حول هذا الشأن.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك