مقابلة

فتح و حماس: اتفاق شامل للمصالحة

السيد نبيل أبو ردينة، الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، يلقي الضوء على الاتفاق الشامل الذي تم التوصل إليه في مصر بين حركتي فتح و حماس. حاورته ليال بشاره.

إعلان
 
س ـ ما هي النقاط التي تم التوصل إلى حلها أمس في مصر بين حركتي " فتح" و " حماس" وصولاً إلى هذا الاتفاق الشامل ؟
 
أولاً، كانت هنالك ورقة مصرية اشتغلت عليها الحكومة المصرية لسنواتٍ طويلة. واليوم وافقت " حماس" على التوقيع على هذه الورقة، إلى جانب التفاهمات التي تم التفاوض عليها أثناء زيارة الوفد الفلسطيني إلى دمشق مرتين في الأشهر الثلاثة أو الأربعة الماضية.
 
كما تم الاتفاق على تشكيل حكومة مستقلة وعلى أن تجري الانتخابات الرئاسية والتشريعية خلال عام من التوقيع على هذه الورقة. ستكون مهمة هذه الحكومة المستقلة الإعداد للانتخابات والبدء في إعمار قطاع غزة المدمر منذ الحرب الإسرائيلية الأخيرة عليه.
 
هذه لا شك خطوة بالاتجاه الصحيح لإنهاء الانقسام.  هذا ما يريده الرئيس أبو مازن، وهذا ما تريده الجماهير الفلسطينية والعربية، ولينزع فتيل الحجة الدائمة لنتانياهو الذي يقول : مَن الذي سيتفاوض عن قطاع غزة. هذه الحجة ستسقط الآن، خاصة أن منظمة التحرير الفلسطينية والرئيس أبو مازن هو المكلف والمخوّل شخصياً للتفاوض حول الأراضي الفلسطينية.
 
س ـ الورقة المصرية السابقة التي تم عرضها في جولات المصالحة السابقة، هل ظلت نفسها أم جرى تعديلها عند توقيع الفريقيَن ؟
 
الورقة المصرية كما أُعدَّت التي وقعّتها " فتح" قبل عام، وقعّتها " حماس" إلى جانب التوقيع على التفاهمات التي جرت في دمشق بين وفدَي " فتح و "حماس" قبل خمسة أشهر في جولتَين استمرتا لعدة أيام.
 
س ـ ما لبث الطرفان أن أعلنا عن التوصل إلى اتفاقٍ، إلى أن حذرت إسرائيل الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يختار ما بين السلام مع إسرائيل أو السلام مع " حماس". كيف يمكن أن تقرأ حركة " فتح" هذا الموقف الإسرائيلي ؟
 
إسرائيل لا تريد المصالحة الفلسطينية، بل تريد أن تقول أن الشعب الفلسطيني مقسّم، وإذا هي تفاوضت مع أبو مازن، مَن سيتفاوض باسم قطاع غزة. وكانت تلك ذريعة للتهرب من الجلوس على طاولة المفاوضات إلى جانب الذرائع الأخرى.
 
بالإضافة إلى أن ذلك هو شأن فلسطيني داخلي. نحن وقعنا اتفاق مكة رغم معارضة الولايات المتحدة الأمريكية ومعارضة إسرائيل. ووقعنا على الورقة المصرية رغم معارضة الولايات المتحدة. لكن في النهاية هذا أمر فلسطيني داخلي. والحكومة القادمة، كما ذكرنا، ستكون مستقلة ولن تتدخل في الشؤون السياسية، وستكون مهمتها الإعداد للانتخابات خلال عام.
 
س ـ ما لبث أن أتى الرد الأمريكي بعد إعلان " فتح" و"حماس" عن التوصل إلى اتفاقٍ. وهو ما أكده البيت الأبيض، أن أي حكومة وحدة فلسطينية ينبغي أن تنبذ العنف وتعترف بوجود دولة إسرائيل. ما يطرح العديد من علامات الاستفهام، خاصة بالنسبة لحركة " حماس" اليوم. كيف تقرؤون هذا الموقف الأمريكي الذي يأتي قبل أشهر من موعد انعقاد مجلس الأمن ؟
 
يبدو أن الجانب الإسرائيلي لا يريد المصالحة، والجانب الأمريكي لم يقرأ ما صدر رسمياً عن السلطة الوطنية وحركة " فتح " اليوم. نحن نقول أنها ستكون حكومة مستقلة لا علاقة لها بالشأن السياسي، الذي هو شأن منظمة التحرير الفلسطينية.
 
بالتالي نحن نعرف الموقف الأمريكي، وقد اصطدمنا به مراتٍ عديدة. والشأن الفلسطيني هو شأن هام وضروري، ووحدة الأرض والشعب والقرار الفلسطيني المستقل هي الأولوية الأولى. وعلى المجتمع الدولي أن يتعامل مع هذه الحقيقة، لأن الشعب الفلسطيني لن يرضى باستمرار الاحتلال.
 
أمام الولايات المتحدة والمجتمع الدولي الآن فرصة ذهبية وتاريخية لإجبار إسرائيل على وقف الاستيطان والدخول في المفاوضات قبل سبتمبر/ أيلول القادم، حيث موعد اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.
 
س ـ يتساءل البعض أنه تم الإعلان فجأة عن هذا الاتفاق بين حركتي " فتح" و "حماس" بعد أشهر من المراوحة، خاصة من جانب " حماس" للتوقيع على الورقة المصرية. ما هي المتغيرات اليوم ؟ هل هي التأثر بالثورات التي يعيشها الوطن العربي ؟
 
كنتُ أتمنى أن توقع " حماس" قبل عام. لكن بالرغم من الأسباب الحقيقية التي دفعتهم اليوم إلى التوقيع، نحن لن نخوض في ذلك، فهذا شأنهم الداخلي. المهم أنهم وقعّوا. ربما التغييرات في المنطقة العربية وهتاف الجماهير الذين يطالبون بإنهاء الانقسام وعوامل عديدة أخرى، هي التي دفعت "حماس" لتغيير موقفها.  
 
المهم، كما قلنا، أنه تم التوقيع على الورقة المصرية من أجل تشكيل حكومة مستقلة تعدّ للانتخابات بعد عام.

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية