الذكرى الثلاثون لإنتخاب فرانسوا ميتران رئيساً لفرنسا
نشرت في: آخر تحديث:
فرنسوا ميتران هو الرئيس اليساري الوحيد في تاريخ الجمهورية الخامسة الذي خاض معركة الرئاسيات وفاز فيها بأعلى منصب، بعد 23 عاماً من حكم اليمين في البلاد.
ثلاثون عاماً مرّت على هذه الكلمات التي كان لها وَقعُ القنبلة مرشح اليسار، فرانسوا ميتران، المتحالف مع الشيوعيين يصبح رئيساً لفرنسا في خضمّ الخرب الباردة ، ينتزع السلطة من اليمين الذي كان يعتقد ويُشيعُ أن الفرنسيين يظلّوا يساريين حتى الوصول إلى صناديق الإقتراع فيُصوِّتوا لليمين كما يقول رئيس الوزراء السابق ليونيل جوسبان:
والمُهمّاتُ التي تنتظر اليسارَ صعبةٌ وشائكة لأن اليسار لا يمكن ولا يجب أن يَحكُمَ كاليمين ، لذا أطلق فرانسوا ميتران وحكوماتُه المتعاقبة سلسلةَ إجراءاتٍ عميقة شملت عمليات تأميمٍ للمؤسسات الكبرى وإطلاقَ مشاريع إصلاحية تشمل التعليم والقوانين الإجتماعية وقوانين العمل والتقاعد:
كان فرانسوا ميتران منذ ما قبل إنتخابه قد أكّد العزم على إلغاء حكم الإعدام الذي كانت تُؤيده غالبيةٌ من الفرنسيين ، فالرجل لم يخضع يوماً لتوجُّهات الرأي العام بل لقناعاته الشخصية العميقة.
إنتخابُ فرانسوا ميتران يعني بالنسبة لمن عاصروه حفلَ التآخي في ساحة الباستيل والوردة الحمراء في كل الأيادي وزيارةَ مقبرة العظماء حيث ضريح جان جوريس وجان مولان ويعني مشروعَ إنشاء أوبرا الباستيل وهرم متحف اللوفر وجاك لانغ وزيراً للثقافة بكل الإنجازات الإبداعية التي أطلقَها..
يستحيل في هذه العُجالة الحديثُ عن إرث فرانسوا ميتران سلباً أو إيجاباً لكنْ لنترك لأولِ رئيسٍ لحكومته بيير موروا الحديثَ عنه:
عينٌ على فرانسوا ميتران وعينٌ على الإنتخابات المقبلة، لكنْ مَن قال إن ميتران كان يريد ترك تُراثٍ سياسي لمن يأتي بعده؟
فميتران المثقف المسكونُ بهاجس الموت لم يفعل برأي الذين عرفوه عن قُرب سوى كتابةَ ملحمته الشخصية.
من إعداد : عبد القادر خيشي
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك