الاحتجاجات في سوريا
الدكتور لبيب قمحاوي: "إذا أراد النظام السوري الخروج من هذه الأزمة فإما أن يلبي تطلعات شعبه و إما أن يقوم بذبحه"
الدكتور لبيب قمحاوي، محلل سياسي و ناشط في مجال حقوق الإنسان في الأردن، يتحدث عن الأوضاع في سوريا بالتزامن مع الحديث عن قرب الخروج من الأزمة.
نشرت في: آخر تحديث:
إعلان
سؤال : مسؤولون في النظام السوري تحدثوا عن تجاوزهم المرحلة الأصعب فيما يتعلق بالثورة ضد النظام في سوريا. كيف تقرؤون هذه التصريحات ؟
جواب : أعتقد أن هذه التصريحات متفائلة. نحن نتمنى نهاية الأزمة بدون إراقة لمزيد من الدماء. الخروج من هذه الأزمة لا يأتي من خلال عنف تسلطه الدولة باتجاه مواطنيها ولكنه يأتي من خلال حوار أو من خلال تفاهم أو انسحاب من مواقف أدت إلى غضب الشعب ومنها الاستبداد وقمع الحريات وغياب الديمقراطية والتسلط والفساد. هذه القضايا لم تعد محصورة على المواطن السوري ولكنها أصبحت قضايا تمس جميع شعوب المنطقة. جميع الشعوب تنظر الآن إلى هذه القضايا بجدية وتعتبرها أساسا شرعيا للثورة على النظام الذي لا يلبي هذه التطلعات.
سؤال : لكن يبدو أنه بالنسبة للدول الغربية ولدول عربية محيطة بسوريا أن هناك رغبة في بقاء النظام كما هو ؟
جواب : النظام السوري يتبنى سياسات تحظى بقبول عدد كبير من المواطنين ليس في سوريا فحسب بل في المنطقة أيضا ولكن هذا لا يكفي. السياسة الخارجية سياسة تعبر عن أماني وطموحات العديد من الناس و لكن هذا لا يكفي أيضا. يجب على النظام أن يكون ملتزما بتلبية طموحات وأماني شعبيه ليس فقط في ميدان السياسة الخارجية بل و أيضا في ميدان السياسية الداخلية. إذا كانت هناك دول في المنطقة تريد بقاء النظام السوري فهذا لا يكفي. يجب أن يكون الشعب السوري أيضا راغبا في بقاء النظام.
سؤال : لكن في حال خروج النظام من هذه الأزمة، كيف سيكون الخروج ؟
جواب : سيكون دمويا.أنا لا أعتقد أن الحل سيكون بإعلان وقف لإطلاق النار ولن يكون بالقضاء على التوجه العام لدى الشعب السوري عندما يعبر عن راية وعن غضبه ويتظاهر. أنا لا أرى أي سبب يدفع نظام حكم مهما كان بقتل شعبه لمجرد أنه عبر عن رأيه واحتج على سياسات و سلوكيات أو على مواقف لا يراها مناسبة له أو غير مقبولة من قبله. إذا أراد النظام السوري الخروج من هذه الأزمة فإما أن يلبي تطلعات شعبه و إما أن يقوم بذبحه، بحيث لا يعود هناك صوت قادر على الاعتراض على النظام. لا يوجد طريق ثالث لهذا الكلام.
سؤال : هناك من يقول بأن الجانبين قد وصلا إلى نقطة ألاّ عودة ؟
جواب : كلما زاد سفك الدماء كلما اقتربنا من موضوع ألاّ عودة. أنا لا أتمنى ذلك. أنا لا أتوقع أن الشعب سيتنازل. النظام هو الذي يجب عليه أن يتنازل للشعب. الشعب هو مصدر السلطة وهو صاحب اليد العليا دائما وفي أي دولة. أرجو أن يتمكن النظام السوري من النظر إلى مطالب شعبه بجدية وإخلاص بحيث أن يقدم الرئيس الأسد على خطوات ملموسة و واضحة في اتجاه الإصلاح الدستوري والإصلاح الداخلي. إذا تم هذا فقد يكون مخرجا مشرفا لكافة الأطراف. ولكن قمع وحبس الناس وقتلهم ليس هو الحل ولا يمكن قبوله ولا يجوز لأحد أن يؤيد مثل هذا الحل.
سؤال : ما هو صدى ما يحدث في سوريا لدى الأردنيين حاليا ؟
جواب : الشعب الأردني لا يريد أن يرى سفك الدماء في أي دولة عربية. وفي هذا السياق فإن الشعب الأردني متضامن مع الشعب السوري. الشعب الأردني ينظر أيضا بإعجاب إلى سياسات الحكم في سوريا. هما قضيتان متعارضتان ولكن هذا هو الواقع الحقيقي. التعاطف الأردني هو تعاطف مع الشعب السوري ولكن في النهاية تبقى مسألة ماذا يريد الشعب ؟
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك