اليمن

محمد الظاهري: "خطاب علي عبد الله صالح اتسم بعدم التصالح وبالتحدي"

بعد أن ترددت أقوالٌ عن عدم رغبة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بالعودة إلى بلاده بعد رحلة العلاج. خرج بخطابٍ يوم الثلاثاء يقول فيه إنه سيعود. الدكتور محمد الظاهري، أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء، يُقدِّمُ قراءةً في هذا الخطاب.

إعلان

علي عبد الله صالح يتعهد بالعودة إلى اليمن "قريبا"  

بعد أن ترددت أقوال عن عدم رغبة الرئيس علي عبد الله صالح العودة إلى اليمن، وبعد أن تم الحديث عن توجه وفد من المعارضة إلى المملكة العربية السعودية للتباحث معه، ها هو يخرج علينا بخطابٍ يقول فيه إنه سيعود. كيف يمكن قراءة هذا الخطاب ؟

 
بداية أود الإشارة أو التنويه إلى أننا كباحثين وأكاديميين، لا نعوّل كثيراً على الخطابات الرئاسية لأنها من سماتها أنها متناقضة، أحياناً تقول ما لا تفعل، وتفعل ما لا تقول.
 
بالنسبة للمعارضة، فهي لم تذهب إلى السعودية. مَن ذهب هم مجموعة قيادات من الحزب الحاكم في المؤتمر الشعبي العام.
 
الملفت للنظر أن الخطاب اتسم بالتحدي وتجريم المعارضة ومحاولة الحديث عما يسمى بالانتخابات المبكرة، رغم أن الانتخابات في اليمن هي عبارة عن أداة من أدوات التحايل السياسي.
 
لفت نظري أنه تحدث في خطابه عن الحفاظ على الشرعية الدستورية. في اليمن لا توجد شرعية دستورية. هناك ما يمكن أن نسميه الشرعية الثورية. وإن شئنا الدقة، نحن الآن بقايا نظام صالح. أما الدستور في اليمن للأسف، حُنِّط وُجمّد.
 
وأعتقد أن الخطاب اتسم بعدم التصالح وبالتحدي. وأخشى بالفعل أنا كمواطن يمني أنّ هناك نوع مما بشّر به صالح قبل إصابته وقبل بداية الثورة منذ أكثر من ستة أشهر، أن اليمن قنبلة موقوتة، وهدد " بالصوملة " والحرب من طاقة إلى طاقة ومن نافذة إلى نافذة.
 
للأسف، كنتُ أتمنى أن يكون الخطاب فرصة لعلي صالح ينتهزها للدعوة إلى التصالح، والاقتراب إلى المبادرة الخليجية، بدلاً من تجريم المعارضة وتشويه سمعة الشباب في ساحة التغيير ونادي الحرية.
 
كنت أتمنى أيضاً على السعودية أن تلتقط هذه اللحظة وتقف إلى جانب الشعب اليمني، بدلاً من إتاحة الفرصة لمن كان رئيساً ليهدد شعبه عبر الأراضي السعودية.
 
في ظل هذه المعطيات، أين يقف اليمن اليوم؟
 
اليمن اليوم يقف على مفترق طرق، إما أن يصار إلى تغيير سياسي حقيقي، أو ما يسميه شباب الثورة والمعارضة " تكتل الأحزاب المشترك" الذي سيعقد يوم الأربعاء ما سمّته المعارضة "الجمعية الوطنية "، وهو يضم ألف عضو سيُنتخَب منه مجلس وطني يسعى إلى استكمال أهداف الثورة.
 
أعتقد أننا الآن بالفعل على مفترق طرق، إما أن يتحرك المسار السياسي عبر المبادرة الخليجية المعلقة، في حال جرت ضغوط صادقة من قبل الشقيقة السعودية والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي. هذا هو السيناريو الأقرب في هذا الإطار.
 
لكن وهذا ما أخشاه، هو أن ينفجر الوضع وخاصة بين مؤيدي وأنصار صالح ومعارضيه. في كلمته التي وجهها أثناء اجتماع بعض القبائل المناصرين له، حثهم فيها على القتال، وتم توزيع أسلحة على بعض المناطق.
 
الخشية هنا أن تقفل الحكمة اليمنية، ونتحدث عن مشهد غير مرغوب فيه، وهو مشهد ما كرره علي صالح من هدم المعبد أو هدم السد اليمني. وأخشى أن تكون كلفة التغيير السياسي وكلفة الثورة باهظة، وأن يحترق فيها اليمنيون.
 
عموماً كيف تقبّل الشارع اليمني هذا الخطاب ؟
 
الشارع اليمني رغم أن غالبيته مع التغيير السياسي والثورة، لكنني كأكاديمي أتحدث بحياد، أرى أن ما زال لصالح أنصارا، بدءاً بنجله وأقاربه وأبناء شقيقه. ولا يزال لديهم الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والأمن المركزي. وهم مسلحون تسليحاً جيداً.
 
اليمن يعيش اليوم حالة توتر حاد، لكن لا أستطيع أن أستنتج أن هناك حرب أهلية يمنية ـ يمنية وشيكة أن تحدث، علماً أن الغالبية يناصرون ويؤيدون التغيير والثورة.
 
لكن أنصار علي صالح سيبتهجون بهذه اللهجة التهديدية. في المقابل الشباب في ساحات التغيير ونادي الحرية، سيواصلون اجتماعهم لإنجاز الجمعية الوطنية واختيار مجلس وطني كمجلس انتقالي يسعى إلى تحقيق الثورة.

أعتقد الآن أننا على مفترق طرق، وأخشى أن نصل إلى استنتاج أن التسوية أو الاستقرار السياسي لا يزال بعيد المنال.   

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية