سوريا

عبيدة النحاس :"المبادرة العربية تضع النظام السوري على المحك"

وافق النظام السوري على المبادرة العربية التي تتضمن شقين: الأول يتعلق بوقف سيل الدم فوراً مع آلياتٍ للمراقبة. والثاني يتعلق بالحوار المطلوب والذي تُصِرُّ دمشق على أن يجري على الأراضي السورية. فما هو ردُّ فعلِ المجلس الوطني على هذا الإتفاق؟ عبد القادر خيشي طرح السؤال على عضو المجلس الوطني السوري عبيدة النحاس.

إعلان
 
رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم أعلن موافقة دمشق على الخطة العربية لإنهاء الأزمة المستمرة في سوريا. هذه الخطة تتكوّن من بابَين : الباب الأول يتعلق بوقف العنف، والثاني بمسألة الحوار. بالنسبة لوقف العنف، ما هو ردّ فعلكم على موافقة النظام السوري على إنهائه ؟
 
نحن في المجلس الوطني السوري نرحّب بأي مبادرة تقدَّم في سوريا فوراً لحقن دماء الشعب السوري. هذا هو مطلبنا الأول، والشعب السوري الذي تحرّك من أجل الحرية والكرامة يحق له أن يتظاهر سلمياً كما يحلو له، ما دام يطالب بحقوقه الطبيعية. فهذا أمر لا يستطيع أن ينازعه عليه أحد.
 
وما يجري في سوريا هو اعتداء على شعب مسالم يطالب بحقوقه بشكل ديمقراطي وسياسي مقبول في كل دول العالم.
 
لذلك جاء الترحيب بالمبادرة العربية التي حرصت منذ البداية على حقن الدم العربي والسوري، واليوم نعتبر أن هذه المبادرة دخلت إلى نصفها الحسّاس، إذ انكسر النظام وقبِل أن يلتزم بها، وهذه خطوة أولى جيدة.
 
هل تعتقدون أنه سينفذ بنود هذه المبادرة ؟
 
النظام السوري هو تحت اختبار، فهو الذي قال أنه سينفذ بنودها وعليه إثبات ذلك. والإثبات يبدأ في هذه اللحظة ولا ينتظر حتى صباح الغد، إنما يبدأ الآن بسحب القوات السورية من مدينة حمص وإيقاف القصف على البيوت وانسحاب الدبابات وعصابات الشبّيحة من المدن السورية، وتفكيك هذه الميليشيات التي أنشأها النظام لقمع شعبه. فهذا هو محك التنفيذ.
 
لكن إن لم يفعل، فالنظام يكذب على العالم والناس والجامعة العربية، وهذا ما سنراه في الساعات القليلة المقبلة.
 
الباب الثاني من القرار يتطرق إلى مؤتمر الحوار، إذ ينتظر إحراز تقدّم ملموس في تنفيذ الحكومة السورية لتعهداتها، كي تباشر اللجنة الوزارية العربية بالقيام بإجراءات واتصالات ومشاورات مع الحكومة ومختلف أطراف المعارضة من أجل الإعداد لانعقاد مؤتمر حوار وطني. ويصرّ النظام على أن يُعقد هذا المؤتمر داخل الأراضي السورية، مما يعني من حيث المبدأ استبعاد المجلس الوطني السوري من الحوار. ما هو رأيكم ؟
 
نحن نعتقد أن النظام لم يعد بموضع مَن يفرض الشروط، ولا في موضع مَن يقبل أو يرفض، بل هو قبِلَ المبادرة العربية مرغماً تحت ضغط الشارع السوري والإخوة العرب، وتحت طائلة التدخل الدولي والتدويل، وهذا أمر طبيعي.
 
لذلك سوف نرى ماذا سيفعل هذا النظام. فإذا ما طبّق الشروط، وأعتقد أن الموقف العربي كان حكيماً عندما أجّل أي إجراءات تتعلق بما يسمى بالحوار، حتى يثبت النظام أنه صادق وجادّ في تطبيق ما التزم به، عندها يبدأ الحديث والمشاورات في ما يمكن أن يجري.
 
بالنسبة للحوار، فبما أنّ النظام يرفض أن يتم خارج سوريا، فإن المجلس الوطني السوري يرفض أن يضع النظام سقفاً للحوار وأن يحدّد مكانه. وكما طرحته جامعة الدول العربية، ليس للحوار سقف محدد. وأما بالنسبة للمجلس الوطني السوري والحراك في سوريا، فسقفه هو رحيل النظام ورأس النظام، ومحاسبة الذين ارتكبوا جرائم، كل هذه المسائل يمكن أن تطرَح في الحوار.
 
ولم يُحدَّد للحوار شكل، هل سيكون حواراً مباشراً ؟ هناك شك بأن يكون مباشراً مع الذين سفكوا الدم السوري. ويتوقع في الغالب أن يكون حواراً غير مباشر عن طريق وسطاء عرب.
 
لكن إذا عُقِدَ الحوار في دمشق ؟
 
إن عُقِدَ في دمشق، فهو ليس حواراً لأنه سوف يكون تحت ظل الدبابة والبندقية.
 
وإذا تم تنفيذ البند الأول من الاتفاقية، فذلك يعني أن الحوار ممكن بالنسبة لكم ؟
 
إذا تم تنفيذ البند الأول من الاتفاقية والتزم النظام به أسبوعين كاملين، سوف تختلف المعادلة وسيكون الشارع السوري هو الحَكَم، وهو الذي يحدّد مكان الحوار ومَن الذي سيتحاور مع مَن، وسيحدد سقف الحوار وإلى أين سينتهي.
 
ولا أعتقد أن الشارع السوري الذي يهتف منذ خمسة شهور على الأقل بسقوط النظام أنه غيّر رأيه، بل إن النظام يطبّق الآن مرغماً المبادرة العربية، وأمامه فرصة لكي ينقل السلطة في سوريا بأقل التكاليف الممكنة.  
  

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية