سوريا

العميد المنشق مصطفى أحمد الشيخ:" النظام السوري ليس لديه أي رادعٍ إنساني أو أخلاقي لوقف إبادة الشعب بالكامل"

دعا العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ، الذي أعلن انشقاقه عن الجيش النظامي السوري وانضمامه إلى الجيش السوري الحر، إلى تدخل عسكري دولي لإنقاذ المدنيين من قمع النظام.

إعلان
 
في البيان الذي نشرتموه وشرحتم فيه أسباب تفضيلكم ترك الجيش "اللاوطني"، كما أسميتموه، والانضمام إلى صفوف الشعب، هل أنتم مع المطالبة بتدخلٍ أو بغطاءٍ عربي ودولي لوضع حدٍ للمجازر في سوريا ؟
 
في البداية أود الترحّم على شهداء الثورة السورية رجالاً ونساء وأطفالاً. وأنا مع التدخل العربي إذا أمكن، وإن لم يكن فمع التدخل الأجنبي لحماية الشعب السوري الأعزل.
 
الشعب حالياً هو في معادلة صعبة وفي خلل في موازين القوى، يواجه إيران و" حزب الله " وروسيا وجيش النظام. وهي معادلة معقدة جداً وصعبة. ومن المؤسف أن المجتمع الدولي ترك هذا الشعب يعاني بهذا الشكل، مع أنّ سوريا هي عضو في منظمة الأمم المتحدة.
 
إذاً أنتم تدحضون الآراء التي تقول أن التدخل الأجنبي في سوريا هو خدمة لمخططات أجنبية ولتفتيت وحدة الكيان السوري. هل ترون ضرورة فعلاً لسند أجنبي من أجل حماية المدنيين من دبابات العسكر ؟
 
هذا أكيد لأن الشعب السوري يُقتل بطريقة دموية. النظام يجنّد الكثير من وسائل الإعلام لتأويل ما يريده. أليس قتل الشعب السوري من قبل النظام ومن إيران و " حزب الله " وبدعم روسي، تدخلاً خارجياً ؟ ألا يمسّ قتل الشعب بشكل ممنهج ومنظم على مدى أكثر من عشرة أشهر، بالسيادة الوطنية ؟ إن هذا لعجيب فعلاً !
 
كان هناك تصريح لوزير الخارجية التركي داوود أوغلو الذي استقبل وفداً من المجلس الوطني السوري في أنقرة، دعا فيه المعارضة السورية إلى مواصلة احتجاجها بالطرق السلمية. هذا التصريح من جانب تركيا معناه أن تركيا غير مستعدة لاحتضان الجيش السوري الحر وتنفيذ الهجمات من الأراضي التركية. كيف تقيّمون هذا الموقف التركي ؟
 
تركيا دولة ذات سيادة، ونحن نحترم قرار ونصيحة الإخوة الأتراك التي هي عين الصواب، كما نعرف أنّ التظاهرات السلمية تعطي نتائج أفضل من التدخل العسكري في الثورة من أي وسيلة أخرى. فالحراك السلمي أثبت عبر التاريخ أنه يعطي نتائج أفضل من عسكرة الثورات.
 
في هذه الفترة على الأقل، عملنا كجيش منشق يقتصر على حماية المتظاهرين السلميين لا أكثر ولا أقل.كما أننا نتابع الأحداث لحظة بلحظة. في حال تطور الموقف، فلنا قرار آخر.
 
هل للجيش السوري الحر الإمكانيات لمواجهة الجيش النظامي المدجج بالسلاح ؟
 
الجيش السوري الحر مؤلف من المنشقين عن الجيش النظامي، من الذين نهاهم ضميرهم عن قتل أهلهم وشعبهم.
والجيش الحر خرج من القوات المسلحة بأسلحته، وهذه الأسلحة البسيطة من النوع الخفيف والمتوسط على أبعد تقدير غير كافية لمواجهة النظام في حرب. أما لحماية المتظاهرين، فهي من الممكن أن تؤدي دوراً جيداً. والمطلوب حالياً ليس أكثر من وقوف العسكر إلى جانب شعبهم في هذه المحنة.
 
ما هي طبيعة رتبتكم ومركز عملكم عندما كنتم تعملون داخل الجيش ؟
 
في البدء اتبعتُ دورة حربية كبيرة وتخرّجت برتبة ملازم عام 1979. وخدمت في القوى البرية فترة من الزمن، ثم في مركز الدراسات والبحوث العلمية كضابط أمن، ثم نُقلت إلى قيادة المنطقة الشمالية كرئيس فرع الكيمياء وضابط أمن المنطقة الشمالية حتى تاريخ انشقاقي.
 
هل خيار القوة ضد النظام هو الوحيد المتبقي لفرض احترام النظام للمدنيين وللطموحات في العدالة والحرية والديمقراطية ؟
ليس لدى الشعب حالياً أي قوة، بل يتطلع إلى موقف دولي يساعده على الخروج من هذه الأزمة. وإذا لم يتدخل المجتمع الدولي لحماية المدنيين، فهناك حساب أو قرار آخر.
 
انشققتم عن الجيش مؤخراً، كيف هي الأجواء داخل الجيش خاصة في القيادات التي كنتم تخالطونها ؟
 
وضع الجيش مذرٍ جداً، والحالة المعنوية متدهورة جداً جداً، ولا أحد مقتنع بهذه المعركة. تصوّر أن اختصاصنا كجيش هو الذود عن حدود الوطن، لكننا بدلاً من ذلك، نقتل ونحتل كافة أرجاء بلدنا ومدننا وبلداتنا، ونقتل نساءنا وأطفالنا. أي عذاب !
 
أنا واحد من هؤلاء الذين لم يعودوا يستطيعون في الفترة الأخيرة الجلوس على الأرض، كما يقال بالتعبير العامّي. كيف لي وأنا في الجيش أن أقتل أهلي وشعبي ووطني؟
 
فالنظام ليس لديه أي رادعٍ إنساني أو أخلاقي لوقف إبادة الشعب السوري بالكامل. أي نظام في العالم يقتل شعبه ؟ وأي محنة يوضع فيها جيش في العالم مثل هذه ؟
 
في هذا السياق، سأذكر قصة " القصة التي قسمت ظهر البعير" :
 
" قبل أن أنشق بيومٍ واحد، سمعت أنه في قرية قرب مدينة حماه، لا أريد أن أذكر اسمها حفاظاً على أعراض الناس، جاءت دورية أمن تفتش بيت رجل عريس وعروسه، تزوجا قبل يوم واحد. فأعطاهم العريس كل ما لديه من ذهب ومال حرصاً منه كي لا يعتدوا على زوجته. فأخذوا منه كل ما يملك من مال وذهب وكل شيء ثمين لديه، ودخلوا على الفتاة واغتصبوها واحداً تلو الآخر".
 
فكيف لي أن أبقى في هذا الجيش؟ هل هؤلاء الناس ليسوا إخوتي ولا أهلي؟ وهل لا يحق لي أن أعبّر عن رأيي؟ بعد أن قضيت قسماً كبيراً من حياتي أقبض راتباً للدفاع عن وطني، أرى نفسي في النهاية أتعرض لشعبي وأهلي ؟ لم أستطع إلا أن أقف مع شعبي.    

 

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية