مصر

أهمية المباحثات بين واشنطن وجماعة "الإخوان المسلمين" في مصر

علي بكر، الكاتب المتخصص بشؤون الحركات الإسلامية، تحدث عن الأهمية التي تكتسبها المباحثات بين واشنطن وجماعة "الإخوان المسلمين" في مصر.بعد الإعلان عن لقاء بعيداً عن أعين وسائل الإعلام بين مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية وليام بيرنز وقادة "حزب الحرية والعدالة" في القاهرة.

إعلان
 
بعد تحفظ طويل، ها هي الولايات المتحدة تمد يدها وعلى أعلى المستويات لحركة " الإخوان المسلمين" في مصر. كيف يمكن أن نفسر ذلك ؟
 
الولايات المتحدة الأمريكية تعلم جيداً أن " الإخوان المسلمين" هي القوة السياسية الأكبر في البلاد والأكثر تنظيماً وتواجداً في الشارع، والأكثر قدرة على الحشد والتأييد. وقد أصبحت الآن اللاعب الرئيسي في القوى السياسية في مصر.
 
فالولايات المتحدة تدرك أنها إذا مدت يدها إلى جماعة " الإخوان" وأقامت معهم جسور من الثقة، فإن هذا سوف يؤثر إيجابياً في المستقبل على علاقتها بمصر التي سوف يصبح ل "الإخوان" فيها مكانة متميزة، وخاصة في ما يتعلق بالأمن القومي الأمريكي وفي ما يتعلق أيضاً بأمن إسرائيل.
 
وبذلك تضمن الولايات المتحدة أن " الإخوان المسلمين" إذا وصلوا إلى سدة الحكم أو حازوا على أغلبية البرلمان، أو شكلوا حكومة ما شابه ذلك، تكون من الثوابت لديهم معاهدة " كامب دافيد" وأمن إسرائيل والمصالح الأمريكية في المنطقة.
 
يقال أن الولايات المتحدة كانت تدعم مبارك في القضاء على " الإخوان المسلمين". كيف تتصوّر شكل العلاقة بين واشنطن وجماعة " الإخوان المسلمين" اليوم ؟
 
في السياسة ليس هناك صداقات دائمة، وإنما مصالح دائمة. في الماضي كانت الولايات المتحدة تدعم الرئيس مبارك من أجل مصالحها، والآن تمد يدها لـ" الإخوان المسلمين" من أجل مصالحها أيضاً. الصداقة لا تعترف بالمشاعر الإنسانية، ولكنها تعترف بالمصالح. وهنا المصلحة ستكون مشتركة للطرفين.
 
" الإخوان المسلمون" لا يريدون العداء مع الولايات المتحدة، لأن كل من يعاديها في هذا العصر سيخسر. والولايات المتحدة تعلم أن " الإخوان" هم القوة السياسية الرئيسية في البلاد، فلذلك من مصلحتها أن تروّض هذه الحركة وتقيم معها علاقات جيدة حتى تحافظ على مصالحها في المنطقة.
 
ألا ترتكب الولايات المتحدة خطأ باعتماد الحوار مع طرف واحد في مصر، حتى لو كان يمثل القوة الأكبر ؟
 
الواقع في مصر يقتضي ذلك، فـ " الإخوان" هم القوة الأكبر في البلاد، وهم الحركة الأكثر مرونة وسلماً وقراءة للواقع السياسي واستعداداً للتحاور مع الولايات المتحدة من بين جميع التيارات السياسية الأخرى. أما ما عداهم من تيارات سلفية، فهم منغلقون وليس لديهم الحنكة أو المخارج السياسية التي تسمح لهم بالتفاوض مع الولايات المتحدة.
 
في نفس الوقت القوى غير الإسلامية من الليبراليين واليساريين والقوميين، أثبتت على أرض الواقع، خاصة في الانتخابات المصرية الأخيرة، أنها هشة وليس لها تواجد في الشارع المصري.
 
الآن مصر لا تحُكَم من رئيس ولا حكومة بل من الشارع، والشارع قال كلمته.
 
لكن السلفيين صرّحوا في أكثر من مناسبة أنهم منفتحون على مسألة المعاهدة مع إسرائيل، في حين أن " الإخوان المسلمين" أبدوا تردداً تجاه استمرار هذه المعاهدة.
 
التيار السلفي يتحدث لأنه ليس تياراً واحداً. فعندما يأتي إنسان ويتكلم بطريقة إيجابية عن " كامب دافيد" فهو هنا يعبر عن رأيه الشخصي وليس عن رأي الحركة التي ينتمي إليها. بينما من الممكن أن يأتي عشرون آخرون من السلفيين يتحدثون بطريقة سلبية عن هذه المعاهدة. مع مَن نتحدث ؟ 
 
في الواقع لا يوجد ما يسمى جماعة أو تنظيم سلفي، وإنما مظلة سلفية تجمع تحتها العديد من التيارات الإسلامية مختلفة الإيديولوجيات والفكر والمشارب، بينها قاسم مشترك واحد هو السلفية التي تعترف بالسلف الصالح وتنتهج نهجه.
 
أما " الإخوان المسلمون" فهم جماعة واحدة ذات قيادة واحدة، ورأي ونظامٍ فكري واحد. إن اتخذوا قراراً، يلتزم به الجميع.
 
في ظل هذه المعطيات، كيف نتوقع مصير المعاهدة مع إسرائيل ؟
 
لن يستطيع أحد الاقتراب من معاهدة " كامب دافيد" ، لأن لا أحد يستطيع أن يتحمل مخاطر وتبعات إلغائها، إلى أن يحصل تغير قوي وجذري في المنطقة. وهذا أمر ربما نراه في السنوات المقبلة مع التغييرات السريعة التي تحدث في المنطقة العربية.
 
 
  

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية