دمشق تغازل المبادرة العربية
تتوالى المؤشرات السلبية بالنسبة إلى النظام السوري متواكبة مع تصعيدٍ دولي إيراني في الخليج، من دون أن يحقق تداخل الأزمتين السورية والإيرانية مصلحة لدمشق. ذاك أن تدهور الوضع الاقتصادي وهبوط الليرة السورية وخسائر الحظر النفطي، فضلاً عن العقوبات الأوروبية المقبلة تزيد النظام إنهاكاً. ثم أن الضغوط على إيران تهدد بانقطاع مصدر تموينه الأبرز، إن لم يكن الوحيد في الوقت الراهن.
نشرت في: آخر تحديث:
ويبدو أن النظام التقط الإشارة المقصودة باقتراح إرسال قواتٍ عربية إلى سوريا. وهي أن المنطقة العازلة بالقرب من الحدود التركية باتت أشبه بأمر واقع أو أنها يمكن أن تنشأ بتنسيق إقليمي مع تغطية دولية.
لذلك عادت دمشق إلى مغازلة المبادرة العربية بعدما كان الرئيس السوري هاجم العرب والجامعة العربية في خطابه الأخير، فهو أصدر عفواً عاماً عن المعتقلين ليوحي بأنه يتعاون مع هذه المبادرة. ووافق الجيش أخيراً على وقف إطلاق النار في مدينة الزبداني في أول واقعةٍ من نوعها. كما سمح جزئياً لإعلاميين من الخارج بالدخول، وسُجل تحسن طفيف في التعاون مع المراقبين.
ولكن استمر القتل واستخدام الآليات العسكرية للقصف على المدن والبلدات. في غضون ذلك، كانت الجامعة علقت إرسال مزيد من المراقبين، ما أوحى بأنها قد تتخذ قراراً بسحبهم جميعاً لدى تقييم المهمة في اجتماعها بعد غدٍ الأحد. لكن مرة أخرى تصطدم الجامعة بعدم وجود بدائل عربية أو دولية جاهزة. فهي قد تدرس اقتراح إرسال قوات لكنه لن يحظى بإجماع، وأن كان يحتاج إلى وقتٍ كي يتبلور.
لذلك فإنها ستضطر إلى تمديد مهمة المراقبين والتعاون مع الأمم المتحدة لتدريبهم. غير أن مصادر المعارضة السورية تعتقد أن النظام أبدى بعض التعاون فقط لتمرير اجتماع الأحد، إذ اعتقل المئات مقابل عشرات أفرج عنهم بموجب العفو. ويتوقع أن تعود قوات الأمن إلى اقتحام الزبداني لأن النظام لن يقبل بظاهرة تحرير المدن وتركها بإدارة العسكريين المنشقين.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك