بيئة - قضاء

مزارع فرنسي صغير ينتصر على كبرى الشركات العالمية المتخصصة في الكيمياء الزراعية

استأنفت شركة "مونسانتو" المتعددة الجنسيات حكما أصدره القضاء الفرنسي ضدها بعد أن شكاها مزارع فرنسي تعرض لتسمم عبر مبيد كيميائي تصنعه الشركة. ومع ذلك يظل هذا الحكم تاريخيا.

نشرت في: 15/02/2012 - 11:35آخر تحديث: 15/02/2012 - 17:12

نص: حسان التليلي

أصدر القضاء الفرنسي يوم الثالث عشر من شهر فبراير/ شباط في مدينة ليون حكما بتغريم شركة "مونسانتو" المتعددة الجنسيات لفائدة مزارع فرنسي صغير يدعى بول فرانسوا. وكان هذا الأخير قد استنشق عام ألفين وأربعة بشكل غير متعمد بخار مادة كيميائية تسمى" لاسو" وتصنعها شركة " مونسانتو" وتستخدم للتصدي للأعشاب الضارة بالمزروعات.

تسبب استنشاق هذا المبيد الكيميائي الذي يحتوي على سموم في غثيان لدى المزارع وفي أوجاع بالرأس وفي اضطرابات في الجهاز العضلي. بل إن كل التقارير الطبية أكدت أن النظام العصبي لدى المزارع الفرنسي قد تأثر سلبا عبر استنشاق بخار هذا المبيد الكيميائي مما جعله غير قادر على أداء عمله بنسبة خمسين بالمائة.

عندما اشتكى المزارع الفرنسي شركة " مونسانتو" عند القضاء الفرنسي قبل ست سنوات ، نصحه الكثيرون بالعدول عن المسعى لعدة عوامل منها أن كل المزارعين الذين قدموا من قبله شكاوى مماثلة بعد تعرضهم لحوادث جراء المبيدات الكيميائية التي تصنعها الشركة خسروا دعاواهم لسببين اثنين على الأقل هما :

أولا : أن الشركة تذكر دوما على الأكياس أو القوارير التي توضع فيها موادها الكيميائية بخطرها على الصحة البشرية وتشرح كيفية التعامل معها بحذر.

ثانيا : أن شركة " مونساتو" تملك من الأموال ما يجعلها توظف مئات المحامين إذا لزم الأمر للدفاع عن نفسها إذا اشتكاها مزارعون في أي مكان.

صحيح أن من يتوقف عند تاريخ هذه الشركة وأنشطتها يهتدي بسرعة إلى أنها تشكل لوحدها جماعة ضغط قوية في العالم. فقد تأسست في عام 1901. وتتخذ اليوم من مدينة " سان لوي " التابعة لولاية ميزوري الأمريكية مقرا لها. ووسعت شيئا فشيئا أنشطتها إلى أن أصبحت كبرى الشركات العالمية المتخصصة في مجالات الكيمياء الزراعية و التكنولوجيا الأحيائية. بل إنها تعد اليوم أكبر منتج للبذور المعدلة وراثيا وتتحكم في أسواق البذور العالمية بنسب تتراوح بين سبعين ومائة بالمائة.

وبرغم كل ذلك، فقد وجد القضاء الفرنسي ثغرات في الآلية التي اعتمدتها الشركة للدفاع عن نفسها أمام المزارع الفرنسي الصغير.

ومنها مثلا أن الشركة سحبت مبيد " لاسو" الكيميائي منذ ثمانيات القرن الماضي من بلدان كثيرة منها كندا وبريطانيا وبلجيكا ولكنها أبقت عليه في السوق الفرنسية.