ليبيا

أين هي ليبيا بعد عام على اندلاع الثورة؟

عام مضى انتهت الثورة والآن تبدأ عملية بناء الدولة. تبقى التساؤلات كثيرة وأبرزها: هل حققت الثورة الليبية أهدافها؟ وما أبرز ما يتهددها اليوم؟ ماذا يقول وزير العدل الليبي السابق محمد العلاّقي في مرحلة ما بعد القذافي ورئيس المجلس الوطني للحريات العامة وحقوق الإنسان في ذكرى عام على انطلاق ثورة السابع عشر من فبراير؟

إعلان
 
عام مضى على انطلاق ثورة 17 فبراير. تظل المظاهرات مستمرة في ليبيا وسقوط القتلى متواصل. أين أصبح مشروع الدولة الجديدة في ليبيا؟
 
هي مظاهرات عادية للاحتجاج على بعض القوانين أو للاحتجاج على عدم سرعة الانتقال من الدولة القديمة إلى الدولة الجديدة أو للاحتجاج على بعض الوزراء أو أعضاء المجلس الانتقالي وأراها ظاهرة صحّية للثورة. أما فيما يتعلق بسقوط قتلى، فهو تهويل كبير وأعتقد أن الأمور تحسنت كثيرا حيث سُلمت السجون إلى وزارة العدل وهي الآن تحت سيطرة النائب العام في العاصمة طرابلس. الأمور تسير إلى أفضل.
 
 
وفيما يتعلق بالتعرض لقيادات المجلس الوطني الانتقالي مؤخرا في بنغازي، كيف تقيمون هذه الحادثة؟
 
أقيم هذه الحادثة بأنها تجاوز في الاحتجاج السلمي الذي تقره الدساتير وأتمنى أن لا تصبح ظاهرة. أبدي أسفي العميق لما حدث للأستاذ عبد الحفيظ غوقة وهو رجل وطني ومناضل وكان له دور حتى قبل 17 فبراير وأتمنى أن لا يتكرر مثل ما حدث.
 
يقول البعض في هذا المجال بأنه تشكيك بقيادات المجلس الانتقالي ؟
 
بعد 42 سنة من الدولة الشمولية ومن كتم للأنفاس وغياب للحريات العامة فإنه من الطبيعي أن يلقي كل هذا بظلاله على الشارع الليبي اليوم وربما حتى في الأيام المقبلة. لكن الأمور بدأت تتحسن، فالقضاء أصبح مستقلا وهو يباشر مهامه. لقد قمنا بإلغاء سلطة وزير العدل وكل مظاهر السلطة التنفيذية عن القضاء. تبقى مسألة عودة مراكز التوقيف والاحتجاز إلى السلطة أي إلى وزارة الداخلية أو العدل حسب طبيعة الأحوال. أعتقد أن ذلك في الطريق حتى يصبح حقيقة كاملة.
 
موضوع السلاح وتهريب أسلحة القذافي وتخوف البعض من تقسيم للبلاد أو انتهاج المثل الصومالي بليبيا اليوم؟
 
هذا أمر بعيد الاحتمال ولا يمكن أن يتكرر في ليبيا. ليبيا دولة واحدة. المظاهرات التي حصلت في طرابلس وكل مدن الغرب مثلا كانت تهتف بحياة بنغازي. مسألة الوحدة والخوف عليها هي مسألة يتسامى عنها الجدل. قد يقر النظام اللامركزية في الحكم وذلك ربما يخدم ليبيا الدولة القارة والمترامية الأطراف، لكن لا مجال للتحدي والقول بأن ليبيا ستكون صومال ثانية، وليبيا لن تكون إلا ليبيا فقط.
 
أين أصبح موضوع ضم الثوار إلى الجيش الليبي خاصة مع ما يقال من أن الثوار لا ينفذون الأوامر التي تصدر عن المجلس الانتقالي والحكومة الليبية؟
 
بالعكس، هناك تقريبا أكثر من 10 ألف من الثوار الذين انضموا إلى وزارة الداخلية أو إلى وزارة الدفاع. الثوار ليسوا كلهم جنودا، فهم أطباء ومهندسون ومحامون وصحفيون وإلى غير ذلك. الكثير منهم سيعود إلى عمله العادي. تشهد طرابلس وحدة جديدة لثوار ليبيا ضد أي محاولات للمساس بالثورة. الناس فرحون في طرابلس بالذكرى الأولى للسابع عشر من فبراير وهو مشهد جميل يرسم سنفونية النصر العظيم على نظام استمر 42 سنة. الأجواء هنا في طرابلس مفرحة جدا.
 
هل بدأت الثورة الليبية تعطي ثمارها داخل المجتمع الليبي، هل هو موحد اليوم؟
 
بالتأكيد. هذه مراحل تمر بها كل الدول التي حصلت فيها ثورات من هذا النوع. أعتقد أننا في الطريق الانتقالي إلى دولة جديدة. صدر الأسبوع الماضي قانون العدالة الانتقالي والإجراءات الخاصة به، وصدر أيضا وقانون الانتخابات. القانون الخاص بمؤسسات المجتمع المدني وحزمة القوانين التي ستنقل ليبيا من دولة إلى دولة جديدة هي في طريق الصدور.
 
هل هناك مخاطر تهدد الثورة الليبية اليوم؟
 
ليس هناك من مخاطر. أقول فقط أن أرواح الشهداء وآلام الجرحى والمفقودين، كلها كانت من أجل إنشاء دولة القانون والعدالة والسلم الاجتماعي، ويجب علينا أن نضع أمامنا جميعا هذه الأهداف لبناء دولة مدنية، دولة الحق والقانون والديمقراطية.

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية