برهان غليون : "المجلس الوطني السوري كسب اعترافا دوليا والأزمات التي تتنازعه أمر طبيعي"

 

 

هناك نظام مجرم بالتأكيد لا يرتدع أمام أي رادع أخلاقي أو سياسي أو إنساني. هو نظام غير إنساني. لكن القول بأن المعارضة مشتتة ومنقسمة، فإنني أعتقد أن الأمر مبالغ فيه كثيرا. هناك مجلس وطني سوري. ورغم وجود أزمات صغيرة من فترة لأخرى في داخله، فإن هذا المجلس موجود وهو يضم أغلب أطياف المعارضة وهذا شيء حقيقي. لقد أُعترف بهذا المجلس كممثل شرعي للشعب السوري. وجود المجلس الوطني السوري ليس تفصيلا بل هو أكبر انجاز قمنا به على المستوى السياسي بعد الثورة. هو تحالف بين مجموعة من القوى السياسية لإعطاء عنوان لهذه الثورة والدفاع عنها سواء كان ذلك على المستوى الخارجي أو الداخلي، وهذا مكسب هام لا يمكن أن نضحي به. توجد الآن في المجلس الوطني السوري ثغرات ونزاعات وأزمات وهذا شيء طبيعي.

 

 

أريد أن أقول بأن هذا شيء طبيعي، وطبيعي أن يكون للناس طموحات شخصية وأن يشعر البعض بأنهم يستحقون أكثر مما لهم من مسؤوليات. لكن عندما تكون هناك قضية ودماء نازفة وإجرام يحصل وثورة مشتعلة فالمفروض أن يسيطر هؤلاء الناس على مشاعرهم وعلى طموحاتهم. عليهم أيضا الانضباط ضمن الإطار الذي نعمل فيه. ويحق لمجموعة ما أن تشكل فريقا وأن تحاول الضغط من أجل وجهة نظرها، لكن عليها أن تضغط من خلال مؤسسات المجلس. هم أعضاء في المكتب التنفيذي وأمناء ومن خلال المكتب التنفيذي مثلا يمكن لهم طرح المشاكل وانتظار الرد عليها. أما أذا كانوا يريدون فرض الأمر الواقع عن طريق الإعلام، فهذا يعتبر ضربة للمجلس وهو خطأ ينبغي تصحيحه.