بيئة

أشجار كافور في محرك طائرتك

المشروع الأوروبي الأسترالي لاستغلال شجر الكافور بهدف إنتاج وقود أخضر يعترض عليه حماة البيئة لعدة أسباب برغم جدواه الاقتصادية المفترضة.

إعلان
 
أطلق مجمع " إيرباص" الأوروبي وشركة أسترالية مشروعا ضخما يهدف إلى إنتاج وقود للطائرات من أشجار الكافور. وينوي الطرفان جعل هذه الشجرة في المستقبل مصدرا أساسيا مما يسمى " الكيروزين الأخضر" وهما مقتنعان بأنهما سيتوصلان إلى تحقيق هذا الهدف لأن المآخذ التي يمكن أن تؤخذ عليهما عبر الاستثمار في هذا المصدر ستكون حسب رأيهما أقل بكثير من تلك التي أخذت على تجارب كثيرة أخرى تندرج كلها في إطار الشروع في البحث عن بدائل عن الوقود الأحفوري لتشغيل الطائرات.
 
ويتعلق جانب من هذه المآخذ اليوم بالمواد النباتية أو من أصل نباتي والتي تستخدم لصنع وقود أخضر خاص بالطائرات. ويرى الذين يتحفظون على هذا الخيار أن غالبية التجارب التي أطلقت بهذا الخصوص أثبتت أنها تتم على حساب الأمن الغذائي. أما الجانب الآخر من هذه المآخذ فهو يتعلق بالزيوت النباتية التي تستخدم لطهو الطعام والتي يعاد تدويرها بهدف استخدامها وقودا للطائرات. ويعتبر المتحفظون على هذا الخيار أنه ملوث إلى حد كبير وبالتالي لا يمكن إدراجه ضمن مصادر الوقود الأحفوري.
 
والحقيقة أن مجمع " إيرباص" والشركة الأسترالية يسعيان اليوم إلى طمأنة حماة البيئة على أن مشروعهما الرامي إلى صنع كيروزين من شجر الكافور مشروع غير ملوث وغير مضر بالبيئة لأن هذا الشجر منتشر بكثرة في أستراليا. بل إنه صدر من أستراليا ونيوزيلندا إلى مناطق كثيرة في العالم منها المنطقة المتوسطية حيث تعرف هذه الشجرة باسم "الكالاتوس ". وهذه العبارة قريبة جدا من تسمية الشجرة في اللغة الفرنسية أي " أوكاليبتوس" .
 
وكانت هذه الشجرة تزين الطرقات في بلدان المغرب العربي . ولكنه اتضح شيئا فشيئا أنها تتسبب في حوادث قاتلة بالنسبة إلى راكبي السيارات التي ترتطم بها لأن جذوعها كبيرة وقوية ولأنها نهمة في شرب المياه وقادرة عبر شجورها العميقة على حرمان كل النباتات من حولها من المواد الغذائية . وبالتالي فلا شيء ينبت من حولها.
 
ومن الحجج الأخرى التي تقدمها الشركة الأسترالية ومجمع " إيرباص " لتسويق مشروعهما من الناحية البيئية أن نوع شجرالكافورأو "الكالاتوس " الذي سيعتمد لتصنيع وقود أخضر هو نوع ينبت عادة في مناطق جافة وشبه جافة في الغرب الأسترالي.
 
ولكن هذه الحجة لا تقنع حماة البيئة. بل إنهم يقولون إن أستراليا المستهدفة أكثر من قبل لظاهرة الجفاف الطويل بحاجة إلى أشجار الكافور للحفاظ على أتربة أراضيها وجلب بعض السحب إليها أكثر مما هي بحاجة إلى تصديرها لتشغيل محركات الطائرات. 

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية