فرنسا

ما هي تداعيات عملية تولوز؟

هل نجحت عملية محاصرة محمد مراح المشتبه به باعتداءات تولوز ومونتوبان، وما مدى تأثيرها على الانتخابات الفرنسية؟ عثمان تزغارت، الكاتب والصحافي المتخصص بالإسلام المتطرف، يتحدث عن حصيلة عملية تولوز. حاورته نجوى أبو الحسن.

إعلان
 
ما رأيك بالطريقة التي تمت بها محاصرة محمد مراح ومقتله؟ هل تعتبر أن عملية الشرطة الفرنسية كانت ناجحة؟
 
عملية الشرطة أتت ناجحة لأنها أفضت إلى مقتل الجاني من غير أن تكون هناك أعراض جانبية أو تضرر الجيران. يجب ألا ننسى أن قوات الأمن لم تتمكن من إخلاء الجيران في المبنى الذي كان يتواجد فيه محمد المراح، وذلك خشية أن يطلق النار عليهم من النافذة.
 
لم يكن لدى الجاني رهائن، لكن وجود الجيران في نفس المبنى كان معطى مهماً في حال وجود متفجرات، هذا المُعطى أخذ في عين الاعتبار من قبل المحققين. والوقت الكبير الذي استغرقته المفاوضات حوالي 23 ساعة، يدل بأن المحققين كان لديهم رغبة في أن يُلقى القبض على الجاني حياً، لكن إصراره على القتال حتى النهاية لم يترك أي فرصة ثانية غير مقتله. كانت العملية تقليدية بكل مواصفاتها، ولم تسفر عن تضرر أشخاص غير معنيين بشكل مباشر بالعملية.
 
الحادثة وقعت في خضم المعركة الانتخابية الفرنسية. ما هو تأثيرها على هذه المعركة؟
 
لم تكد العملية تنتهي بمقتل الجاني حتى استعادت الحملة الانتخابية الفرنسية طبيعتها المحتقنة والمتوترة. مارين لوبان بدأت بمحاولة إثارة نقاش حول مدى تقصير أجهزة الاستخبارات في حماية الأمن العام ومواجهة التطرف الإسلامي.
 
وذهبت إلى أبعد من ذلك في محاولة لاستثمار بعض القضايا التي أثيرت في الفترة الأخيرة، مثلما قيل عن التنصّت على زوجة فرانسوا هولاند، مرشح الحزب الاشتراكي للانتخابات، أو على صحفي " لوموند" في قضية فضيحة بيتانكور.ماري لوبان قالت بوضوح أن الاستخبارات الداخلية من المفروض أن تسهر على أمن المواطن، لكنها انحرفت عن مهمتها هذه لاستغلالها لأهداف سياسية.
 
وهذا ربما سيلقى صدى كبيراً لدى قطاعات واسعة من الفرنسيين. حتى الآن لم يتضح بعد من الاستطلاعات ما إذا كان نيكولا ساركوزي سيستفيد من هذه الأزمة أو خصومه. لكن يبدو أن اليمين المتطرف هو المستفيد الأساسي من هذه العملية.
 
ما رأيك بالتدابير التي أعلنها نيكولا ساركوزي، أي تجريم كل مَن يدخل بشكل متكرر على المواقع التي تروّج للإرهاب وكل مَن يتابع دورات تدريبية تؤدي إلى ممارسة الإرهاب؟
 
النقاش حول إمكانية تجريم المشاركة في التدريبات في معسكرات المتطرفين، طُرح في السابق في الأمم المتحدة بناء على طلب من الدول الإسلامية المتضررة من التطرف الإسلامي والإرهاب، مثل مصر والجزائر واليمن، وليس من قبل الدول الأوروبية التي لم تكن معنيّة بالإرهاب. لكن هذا المطلب لم يترَجم حتى الآن بتشريعات على الصعيد الدولي أو الأوروبي.
 
أما مسألة تجريم ارتياد مواقع معينة على الإنترنت، فهي تصطدم بمدى فاعليتها. أنا شخصياً بحكم تخصصي أدخل بشكل متكرر ويومي على المواقع الجهادية. هل هذا يعني أن يتم تجريمي؟
 
ألا يبدو هذا القانون وكأنه نوع من التعدي على الحريات شبيه بالـ "باتريوت آكت" الأمريكي؟
 
إن تجريم ارتياد مواقع معينة على الإنترنت يشكل تعدياً على الحريات. أما أن يكون هناك نوع من التدابير الاحترازية من قبل مصالح مكافحة الإرهاب لحراسة ما يتم قوله وتداوله على هذه المواقع ومَن يرتادها من المشتبه بهم، فهذه مسألة معمول بها منذ سنوات طويلة من قبل مصالح مكافحة الإرهاب الفرنسية التي تقوم بهذا الدور بشكل يتصف بالكثير من الفاعلية والنجاح.  
 
لا أعتقد أن المجلس الدستوري في فرنسا والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان يمكنهما المصادقة على قانون من هذا النوع. ربما ساركوزي يعرف ذلك، لكنه يطرح هذا الآن كنوع من الوعود الانتخابية التي سينساها الجميع بعدها.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية