بيئة
كيف يعيش سكان الألب بدون كثبان الجليد المتجمد؟
تتوالى الدراسات العلمية التي تخلص إلى أن سلسلة جبال الألب الأوروبية ستفقد كثبان جليدها المتجمد قبل نهاية القرن الجاري. ومع تزايد جدية هذه الفرضية ، تلوح في الأفق انعكاساتها الكارثية على حياة سكان هذه المنطقة.
نشرت في: آخر تحديث:
إعلان
تخلص آخر دراسة عن كثبان سلسلة جبال الألب المتجمدة في النمسا إلى النتائج ذاتها التي انتهت إليها كل الدراسات السابقة في جميع البلدان الأوروبية التي تشقها هذه السلسلة ومنها إيطاليا وفرنسا وألمانيا وسويسرا.
فالدراسة الجديدة التي كشف عن نتائجها قبل أيام تؤكد أن سبعة وتسعين بالمائة من كثبان الجليد المتجمد في النمسا شهدت انحسارا يبلغ معدله سبعة عشرا مترا عما كان عليه الأمر في عام ألفين وعشرة . وانحسرت كتل الجليد المتجمد في بعض أجزائها بمعدل ثلاثين مترا.
وكانت دراسة أخرى في فرنسا حول الموضوع قد أكدت من قبل أن مساحة كثبان الجليد المتجمد كانت تقدر بثلاث مائة وخمسة وستين كيلومترا مربعا في ستينان القرن الماضي فانخفضت إلى ثلاث مائة وأربعين كيلومترا مربعا في الثمانينات واستمر الانحسار سنة بعد أخرىوأما في سويسرا فقد توقع مارتان فونك أحد الباحثين المتخصصين في دراسة كثبان الجليد المتجمد زوال جميع كتل الجليد المتجمد في هذا البلد قبل نهاية القرن الجاري.
وهناك اليوم قناعة لدى خبراء التنمية المستدامة بأن أبعاد انعكاسات ذوبان الثلوج المتجمدة في أعلي قمم سلسلة جبال الألب على سكانها الذين يتراوح عددهم بين اثني عشر مليون وخمسة عشر مليون نسمة ستكون كارثية اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا إذا لم تسارع كل البلدان التي تشقها السلسلة إلى وضع استراتيجيات جماعية للتأقلم مع ظاهرة التغيرات المناخية القصوى . بل إن كثيرا من محطات التزلج على الثلج أقفلت في السنوات الأخيرة بسبب عدم هطول الثلج بما فيه الكفاية في فصول الشتاء والربيع ونظرا لارتفاع درجات الحرارة في المناطق التي تشقها سلسلة الجبال هذه على امتداد فصول السنة .
ومن المقترحات التي يقترحها هؤلاء الخبراء لمواجهة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي تتسبب فيها التقلبات المناخية القصوى في هذه المناطق الاستثمار بشكل جماعي في العلم والتكنولوجيا لجمع المياه التي تذوب واستخدام جزء منها لصنع كثبان جليد متجمدة حفاظا على محطات التزلج على الثلج ولتطوير السياحة الجبلية في بعض أجزاء المناطق التي كانت مغطاة بالثلوج. وهم يقترحون أيضا تمويل مشاريع بحثية مشتركة لدراسة الانعكاسات البيئية التي تفرزها المياه المذابة جراء ارتفاع درجات الحرارة والتي تنقل معها إلى أتربة الأراضي والمياه الجوفية نفايات سامة كانت حبيسة الكثبان المتجمدة ومنها الأسمدة والمبيدات الكيميائية.
ويقول هؤلاء الخبراء إن هذه الإستراتيجية الجماعية لا مفر منها لأن التقلبات المناخية أقوى بكثير من إرادة الدول إذا سيقت في إطار غير جماعي.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك