إيران- دول الخليج العربي

الجزر الإماراتية: تصعيد خليجي ضد إيران

لماذا قرر الرئيس الإيراني فجأة أن يتفقد جزيرة أبو موسى، إحدى جزر ثلاث احتلتها إيران بعد الانسحاب البريطاني منها عام 1971، وتعتبرها دولة الإمارات تابعة لسيادتها ؟

إعلان
 
من الواضح أن محمود أحمدي نجاد أراد استفزاز جيرانه الخليجيين الذين تجاوبوا مع العقوبات الدولية على بلاده، بمقدار ما كان يتحدى دول الغرب عشية المفاوضات النووية في اسطنبول.
 
لكنه استغل الزيارة لنفي وجود نزاع حول الجزر والقول بأن الوثائق التاريخية تثبت أنها إيرانية، ثم أنه نجح عملياً في استثارة الإمارات التي صدمتها الزيارة والتصريحات، فتخلت عن التحفظ لتسمع احتجاجها. ثم تسارعت المواقف من الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي منتقدة الخطوة الإيرانية.
 
ومن الجانب الآخر استخدم الإيرانيون لغة تبريرية وغير تصالحية للدفاع عن زيارة نجاد، بل أعلنوا أنهم سينظمون رحلاتٍ سياحية إلى الجزر الثلاث. والواقع أن هذا الخلاف شكل منذ أربعين عاماً أحد أسباب التوتر بين دول الخليج وإيران.
 
ومنذ منتصف التسعينات عرضت الإمارات حله دبلوماسياً سواء بالتفاوض المباشر أو باللجوء إلى محكمة العدل الدولية، لكن إيران تعاملت مع العروض الإماراتية باستخفاف.
 
وقبل نحو عامَين بادرت طهران إلى اقتراح عقد مفاوضات بشأن الجزر مستبعدة الاحتكام الدولي، لكنها طلبت إمهالها سنة كما طلبت ضوابط منها عدم إثارة الموضوع في الإعلام أو في بيانات مجلس التعاون الخليجي. وكانت هناك استجابة إماراتية، لكن طهران تناست اقتراحها ثم تهربت منه، ثم إن زيارة نجاد بدت بمثابة نقضٍ كامل لهذا الالتزام.
 
لذلك يتساءل الإماراتيون : هل يمكن الوثوق بإيران بعد الآن ؟
 
وفي ما يعقد وزراء الخارجية الخليجيون اجتماعاً اليوم للبحث في تطورات القضية، يُتوقع أن ينظروا في الخيارات المتاحة، وأهمها رفع ملف الجزر الإماراتية إلى مجلس الأمن وحثه على إحالته إلى محكمة لاهاي. وقد يقررون استدعاء سفرائهم في طهران أو خفض التمثيل الدبلوماسي معها.
 
وفي كل الأحوال سيشير بيانهم إلى أن إيران مسؤولة عن توتير الأوضاع في المنطقة، وهو ما يناقض ادعاءها في المفاوضات مع الدول الغربية بأنها قوة إقليمية ضامنة للاستقرار. 

 

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية