من هم الليبراليون السعوديون وهل هناك تيار يمثلهم داخل المملكة؟
أعلن ناشطون سعوديون أن السابع من أيار/مايو الحالي سيكون يوما لليبرالية في السعودية مؤكدين على أن هذه الخطوة ستؤدي إلى احتدام الصراع بينهم وبين التيار الديني في المملكة. لماذا هذا الإعلان وفي هذا الوقت بالتحديد؟
يبدو أن هذا اليوم لن يكون يوما خاصا بالليبراليين السعوديين فحسب إذ سارع نظراؤهم الخليجيون إلى تبني هذا اليوم ليكون يوما لليبرالية في دول الخليج ككل. وعلى الرغم من أن هذا المفهوم، أي مفهوم الليبرالية، قد انتعش في منطقة الخليج خلال أواخر القرن الماضي إلا أنه بدأ يشهد تراجعا مضطردا خلال العشر سنوات الأخيرة بسبب الصعود الواضح للإسلاميين في بعض الدول الخليجية مثل الكويت والبحرين، وخسارة الليبراليين السعوديين بعضا من نقاطهم في وجه التيار المحافظ في المملكة.
أنور الرشيد الأمين العام للمنتدى الخليجي لمؤسسات المجتمع المدني وأحد الموقعين على البيان الليبرالي يتحدث عن جدوى هذا الإعلان في هذا الوقت تحديدا ويقول إن "هذا الإعلان جاء نتيجة شعور وإحساس لدى الليبراليين السعوديين تحديدا والخليجيين بشكل عام بأنه يجب أن يصل صوتنا إلى المجتمع الدولي والمحلي". ويتهم المناوئين لليبرالية بتشويه صورة الفكر الليبرالي مثل "الترويج بأن هذا الفكر يدعو إلى الانحلال والرذيلة وشرب الخمر والفساد وإلى غير ذلك".
لكن من هم الليبراليون السعوديون وهل هناك تيار يمثلهم حقيقة داخل المملكة؟
هذا هو السؤال العريض الذي يطرح نفسه. فعلى الرغم من وجود العشرات من الأشخاص لاسيما على شبكة الانترنت ممن يعرّفون أنفسهم بأنهم ليبراليون سعوديون إلا أن الغالبية منهم تدعو إلى الإصلاح دون تبني الليبرالية بمفهومها الواسع كما يقول وحيد حمزة هاشم أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة الملك عبد العزيز: " إذا نظرنا إلى مفاهيم الليبرالية في العالم الغربي فإننا نجدها ترتكز على العدالة والحرية والمساواة. الليبراليون مختلفون في المملكة العربية السعودية وفي دول الخليج على هذه المفاهيم. هناك من يطالب بحرية المرأة وبالمشاركة السياسية وبالحريات الخاصة وإلى غير ذلك من مطالب مختلفة". ويرى أن الليبراليين على عكس المحافظين والمتشددين في "حال تفكك وتشرذم وليس لهم أي شكل من أشكال التنظيم".
الليبراليون السعوديون الجدد إذا لا يجمعهم حزب واحد ولا تنظيم ولا صحيفة ولا يملكون حتى الآن أجندة سياسية متبلورة أو مكتملة بحسب المراقبين. فهل سيشكل الإعلان عن يوم لليبرالية في المملكة عماد المظلة التي تجمع تحت لوائها شتات معتنقي هذا الفكر في السعودية ؟ الوقت كفيل بالإجابة عن هذا السؤال.