تونس

نبيل القروي: "لست موافقا على قرار المحكمة وسأنقض الحكم وأذهب مرة ثانية للمحاكمة"

يتوقف نبيل القروي، مدير تلفزيون "نسمة" التونسي، عند حيثيات الحكم الذي أصدرته محكمة تونسية ضده بتهمة "تعكير صفو النظام العام والنيل من الأخلاق الحميدة"، قضى بدفعه غرامة مالية قدرها 2400 دينار لبثه فيلم "برسيبوليس الفرنسي الإيراني" الحائز على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي عام 2007 والذي يجسد حسب المحكمة الذات الإلهية.

إعلان
 
حاوره وهيب أبو واصل
 
أصدرت محكمة تونسية حكماً بحقك لبث قناة "نسمة " فيلماً فرنسياً ـ إيرانياً يجسد الذات الإلهية. فما هي حيثيات هذه التهم وهذا الحكم؟
 
التهم ثلاثة: واحدة منها تتبّع جريمة تعمّد النَيل من الشعارات الدينية والمس بالذات الإلهية، والثانية تعكير صفو النظام العام وإحداث بلبلة في الشارع، والثالثة النيل من الأخلاق الحميدة.
 
وقد رفضت المحكمة التتبع في جريمة تعمّد النيل من الشعائر الدينية والمس بالذات الإلهية، لكنها أقرت محاكمة تعكير صفو النظام العام والنيل من الأخلاق الحميدة.
 
لست أفهم ما يعنيه الحكم بخصوص إحداث بلبلة في الشارع. فنحن لم نطلب من الناس الخروج إلى الشارع كي يحرقونا ويقتلوننا، ولسنا نحن الذين أعلنا جمعة الغضب ضد نبيل القروي وقناة "نسمة"، ولسنا نحن الذين حرقنا منزلي.
 
الحكم تزامن بالصدفة مع إحياء المجتمع الدولي لليوم العالمي لحرية الصحافة.
 
إنها رسالة تعطي انطباعاً سيئاً جداً عن تونس للعالم أجمع، كنا نود أن تكون تونس ما بعد الثورة بلد الحرية والإبداع وحرية الصحافة والرأي والقول، لكن هذا الحكم أتى ليطعن هذه القيم.
 
من حيث المبدأ، لست موافقاً على قرار المحكمة وسأنقض الحكم وأذهب مرة ثانية للمحاكمة. إنها معركة على حرية الإبداع والصحافة، وكل الإعلاميين والصحافيين في تونس اليوم تحت ضغط شديد بخصوص قناة "نسمة".
 
فالسلفيون والإسلاميون اعتصموا أمام القناة الوطنية من أجل تطهيرها من "إعلام العار"، ونزلوا إلى الشارع ليشهّروا بالصحافة ويهددوا الناس والحريات، وهذا غير معقول.
 
هل يمكن القول أن هذا الحكم هو بمثابة اختبار حقيقي لدرجة التزام السلطات الجديدة في تونس باحترام حرية التعبير؟
 
إنه اختبار وقد خسرناه اليوم، مما أعطى إشارة إلى أننا مهددون كإعلاميين وفنانين ومبدعين. "نسمة" هي أيضاً قناة جهوية مغاربية، وكل الجزائريين والمغاربة والليبيين اهتموا بهذه القضية. فما يحدث في تونس يؤثر على جيرانها.
 
قضية "نسمة" هي قضية حق، ولن نسكت عن حقنا. كان بإمكاني أن أرضى وأطوي هذه الصفحة، حيث الغرامة المالية جاءت خفيفة جداً بقيمة 2400 دينار. لكن مسؤوليتي كصحافي دعتني أن أرفض هذا الحكم وأنقضه من باب المبدأ.
 
هل يمكن اعتبار أن هذه القضية اتخذت منحاً سياسياً؟
 
هذه القضية تحولت هي الأخرى إلى فيلم يشابه في مغزاه فيلم "برسيبوليس" الذي يعكس تماماً ما يجري اليوم في تونس.
 
قبل الانتخابات التونسية، كنا نتساءل إذا كان إسلاميونا ديمقراطيين أو أنهم سيفعلون كما في جميع أنحاء العالم، عند تسلمهم الحكم يحولون بلدهم إلى دكتاتورية.   

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية