تونس

حرية الصحافة في ضوء "الربيع العربي"

احتفل القضاء التونسي على طريقته أمس الخميس باليوم العالمي لحرية الصحافة إذ قضى بإدانة قناة " نسمة" التلفزيونية وبغرامة مالية على مديرها.

إعلان
 
رغم أن الحكم جاء أدنى من توقعات سابقة بإغلاق القناة إلا أنه استجاب عمليا للمتدينين المتشددين الذين غضبوا بعد بثها فيلم " برسيبوليس" للإيرانية الفرنسية مرجان ساترابي واعتبروه ماسا بالذات الإلهية. كان ذلك اختبارا لأوضاع الإعلام في بلد كان نظامه المخلوع يشكل أحد أسوأ نماذج انعدام الحريات الإعلامية في العالم العربي.
 
واليوم العالمي الذي بدأ إحياؤه منذ العام 1993 شكل هذه السنة مفارقة لأن الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو سلطتا فيه الضوء على تونس كونها الدولة التي دشنت "الربيع العربي" وبداية التحولات الديمقراطية. لكن صعود الإسلاميين إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع جدد المخاوف على الحريات.
 
ومع إشارة بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة إلى مساهمة وسائل الإعلان الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي في الثورات التي اندلعت للتخلص من الأنظمة الاستبدادية يبقى أن الإعلام كسواه من القطاعات يواجه تحديات كثيرة في إعادة بناء ذاته. ففي مصر مثلا تعلو الشكوى من الانفلات وهبوط مستوى الخطاب وشيوع الاتهامات العشوائية والأخبار المختلقة.
 
ومع تفاوت تجارب التحول لم يسجل في ليبيا واليمن والبحرين ولا في المغرب والأردن أي تقدم ملحوظ في حال الحريات الإعلامية. أما في سوريا حيث لا يزال الحدث متفاعلا فقتل العديد من الصحافيين الأجانب والمحليين المتعاطفين مع الثورة.
 
ولا تزال حرية دخول الإعلاميين وتنقلهم إحدى أبرز نقاط حل الأزمة في خطة كوفي أنان كما في قرارات الجامعة العربية. لكن في مقابل هذا القصور هناك جهود تبذل من المجتمع المدني تخطيطا وتدريبا للتحضير لإعلام ما بعد الثورات.
 
وبديهي أنه مثله مثل الأنظمة السياسية نفسها يحتاج إلى وقت كي يتبلور ويظهر جديده إلا أنه يختلف عنها في كونه ميزان الحريات التي قامت الثورات أصلا من أجل استعادتها.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية