مصر
هل تحمل السياسة المصرية الجديدة بوادر انفتاح وتفهم داخلياً وخارجياً؟
بدأت ترتسم ملامح مصر ما بعد مبارك مع إعلان انتخاب أول رئيس مدني للجمهورية، مرشح "الإخوان المسلمين" محمد مرسي. في ظل هذه التطورات، يتطرق نائب تحرير صحيفة "الأهرام" أحمد البطريق إلى الانتخابات الرئاسية والتغيرات المحتملة مع بدء العهد الرئاسي الجديد. حاورته نجوى أبو الحسن.
نشرت في: آخر تحديث:
إعلان
ماذا عن جهوزية جماعة "الإخوان المسلمين" للمرور بتجربة الحكم والسلطة؟
جماعة "الإخوان المسلمين" قد أعدت عدتها لهذه التجربة منذ فترة طويلة.
ماذا عن هامش المناورة لـ "الإخوان المسلمين"، خاصة أن المؤسسة العسكرية سلمتهم السلطة في ظل دستور لم تكتمل صورته بعد؟
هذ المقولة ليست صحيحة بالكامل علماً أن اللجنة الدستورية التي تباشر عملها الآن، من المنتظر أن تنتهي من صياغة الدستور الجديد خلال ثلاثة أشهر وفقاً لما هو مخطط له.
بالتالي فإن الإعلان المكمّل للدستور الذي صدر هو لتكملة تلك الفترة في حدود الثلاثة أشهر، وليس إعلاناً مكملاً يمتد طوال فترة ولاية الرئيس المنتخب محمد مرسي.
لذا يبدو أنه قد آن الأوان لأن يهدأ الشارع المصري بعض الشيء، وأن يمنح الرئيس الجديد الفرصة لالتقاط أنفاسه وتحديد الأولويات، بدءاً باختيار معاونيه ورئيس الوزراء والوزراء.
وليس في الأفق ما ينبئ أن ثمة صدام قد يحصل بين الرئيس الجديد والمؤسسة العسكرية.
فالجميع حريص على التفاهم في هذه الفترة الحرجة من عمر الوطن، خاصة وأن المؤسسة العسكرية قد وفت بوعدها وقسمها في ضرورة أن تكون كل الانتخابات التي تشهدها مصر خلال الفترة الانتقالية شفافة ونظيفة وبعيدة كل البعد عن أي محاولات للتزوير أو التدخل.
هل اكتمل فعلاً المشهد السياسي في مصر، خاصة أن البرلمان قد حُل ولم يعد له وجود؟
قضية البرلمان من اليسير معالجتها، خاصة وأنه قد أُعلن في الإعلان الدستوري المكمل على أنها سوف تلغى في أعقاب إعداد الدستور الذي سوف يتم الانتهاء منه خلال الشهور الثلاثة القادمة.
البرلمان الجديد سوف يأتي تعبيراً عن رغبة الشعب المصري، وعلى الأرجح أنه لن يختلف كثيراً عن تشكيلته السابقة، علماً أنه حُل بسبب مطالب تخص عدم دستورية المقاعد الفردية فيه.
ماذا عن القلق الذي أبدته الطوائف المسيحية الأقباط بشكل محدد؟
الأقباط أعلنوا تخوفهم من المرشح الإسلامي الدكتور محمد مرسي على الرغم من التطمينات والتأكيدات المتكررة والمتعددة. لكن سماع الأقباط للإشاعات وتصديقها هو الذي أدى إلى حدوث حالة من الخوف، بالتالي فإن حالة الخوف هذه هم الذين صنعوها بأنفسهم وهم الذين يصدقونها.
هل هذا هو موقف "الإخوان المسلمين" وموقف محمد مرسي بخصوص الأقباط؟
موقف محمد مرسي هو أكثر انفتاحاً على شركاء الوطن من الإخوة المسيحيين.
ماذا عن المؤسسة العسكرية، هل تخلت هكذا بكل بساطة عن السلطة؟
ثمة ترتيبات كان قد تم التوصل إليها بين الدكتور محمد مرسي واللجنة العليا للقوات المسلحة، وكل هذه الأمور قاربت على الحسم، مما يجعل إمكانية حدوث صدام بين مؤسسة الرئاسة والمجلس الأعلى للقوات المسلحة ضعيفة.
ماذا عن السياسة الخارجية؟ هل ستشهد تحولاً مع وصول محمد مرسي إلى الرئاسة؟
السياسة الخارجية سوف تشهد تحولاً إيجابياً وليس سلبياً، وعلى الأرجح أن الخطوط المتصلة بين القاهرة وواشنطن سوف لن تنقطع، ولا المعاهدة التي أبرمت مع الكيان الصهيوني سوف تلغى.
السياسة الخارجية المصرية سوف تكون أكثر انفتاحاً على الدول العربية الشقيقة والدول الإفريقية، ولن تكون التغييرات في السياسة المصرية موجهة ضد أي دولة من دول الجوار أو أي دولة كبرى، بل ستكون سياسات تعاونية وتكاملية في إطار المشروعية الدولية.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك